رمضان بين الرحمة والزحمة
مما حكاه لي حاج يعرف والدي رحمه الله ،ووالدي من التجار الأوائل في مدينتي ،والتجارة سابقا غير ماهي عليه اليوم، أنه ذهب من أجل شراء طعام لماشيته ،وعندنا نسميه علف، وكانت الساعة الثامنة ،سأل الحاج التاجر عن ثمن السلعة ومضى لقضاء بعض الحاجات وحين عاد كانت الساعة العاشرة وأراد أن يقتني مالزمه لماشيته فإذا بالتاجر يخبره أن السلعة زاد ثمنها لأنهم أخبروه أنها في سوق الجملة قد زادت..
قال لي الحاج أنه دخل في جدل مع التاجر دون فائدة ،وراح يقص علي ماحدث له مع الوالد.
قال لي كان رمضان على الأبواب وسمعنا أن البضائع مقبلة على زيادات ،فجئت والدك محملا بقائمة كبيرة وطويلة ،ولما رآها الوالد رحمه الله أخبرني بتعجب :
لم كل هذا ؟ خذ ماتحتاج كالعادة والسلعة متوفرة ،اترك للآخرين ما يحتاجونه ..
قلت له :
يالحاج عبد القادر لقد سمعنا أن الأسعار زادت..
رد بهدوء:
ما عندي من سلعة قديمة فيه بركة لن يزيد دينارا ،فكما اشتريتها سأبيعها ولو زدت درهما فهذا ربا.
قال لي :
-شوف ياولدي الفرق بين تجار الأمس واليوم..
تذكرت هذه الحكاية وأنا أجوب السوق الأسبوعية في مدينتي فإذا الخضر زادت أسعارها بطريقة رهيبة..
فيا تجار الله الله فينا ، فالدنيا فانية والباقيات الصالحات أحسن ورمضان شهر البركة والرحمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق