المشاركات الشائعة

الأربعاء، 31 أغسطس 2011


المعـري والإياب الجـديد

مع المعرّي في رحلته الشهيرة إلى بغداد ..
رؤيـة عصرية ..

-------------------------

مابين رؤيانا و باصرة الحروف حكاية

أخرى ..

تسافر في الغروبْ

وجهي ووجهك والدروب هي الدروبْ

من أين نبدأ همّنا ؟؟
كل سيعبر..والأزقة ما استراحت بعد ..

والآتون من بؤس الزمان

كانوا هنالك يحملون القبر والجـثث

القديمهْ

مابين رؤيانا ضباب ٌ واقتراب ْ

و كوامـِن ٌ ضاقت بها قـِيَم ُ المسامات

الغريبهْ

مازال طعم الهم في القنديل _ يا شيخ

المعره ْ_

من أين نبدأ هـَمـَّـنا ؟؟

والصيف تسـبقه السنابل والمناجل

كل الذين يسافرون إليك ما رجعوا..

وهذا وجهك العربي توقظه القوافل مرة

أخرى..

وتبعث ما تبقّى من حدائك..

إنها الصحراء والمدن الكئيبهْ

من أين نبدأ همنا ؟؟

والحلم يهرب من ثنايا العقل ..

يمضي تارة ويعود أخرى

حلم يشد العمر

يسبح في فضاءات اللغاتْ

يا شيخ ليس لنا مفر

عمق المهانة أنت تعرفـُه ُ ..

وعمق اللحظة ارتجلت ْ لديك خزائن

الكلمات ِ ..

وابتدأ النشيدْ

هل كان موعدنا هنا ؟!

وأمامنا ألم ُ العصور .. وخلفنا

هل أيقنت بغداد أنك أنتَ أنتْ ؟؟

هربتْ قصور المترفينْ

من أين جئت بما تقولْ ؟

يا صيحة الألم الذي عرف الجساره ْ

يا أيها الآتي من الزمن البعيد

من بحرنا العربيِّ ..

من زمن الفرار ْ

من قسوة الطعنات .. من نزف الجراحْ

كل الأزقة غادرهْ

كل الطيور مهاجرهْ

لن يـُفلح الأعمى هناك

سبعون اسماً للكلاب

صمتَ الحداءُ .. وغابت الأصواتُ ..

وانتشر اليبابْ

مازال يسبقنا الرغيف .. ولا نهايه ْ

مازال يسكننا اليبابُ ... ولا بدايه ْ

نامت على باب المغاور والخراب

والعسكر الآتي من الظلمات يزحف ..

معلنا ًموتاً جديداً.. وافتراق

الصرخة البلهاء تنكأ جرحنا

وضعوا على كل المعابر ظـِل َّ أغنية

دميمهْ

فارجع لقومك مرة أخرى إذاً ..

واخفض برأسك مرة أخرى إذاً ..

إن الإياب كما الذهاب ْ

كم كانت الأحلام قاسية ً ..

ولونُ الرمل والصّبار ِ ..

والشعر المهاجر في الضباب ْ

من أين نبدأ همـَّنا هذا ..

وفينا من دماء الأرض شريان يئن ُّ..

ومن أغاني الجرح موال احتضارْ ؟
ما بالها الأشياء توغلُ في انتحارْ ؟

أوَكلما قامت لتحمل راية ً ..

عثرتْ .. وضيعتِ النهارْ ؟!

يا صوتها المسجون في صدر الحصارْ

ما كان سراً أن نعانق فيك رغبتنا و

رونقنا ..

وتاريخ المكانْ

ما كان سراً أن نحبك مرتينْ

ونعيش خلف _ رسالة الغفران _ غابة

أقحوانْ

ونعانق الشوق المدجج بالجراح

و بالإباءْ

وندق ناقوساً .. ونعبر فوق جسر

الأمنياتْ

رجعت خيول الكرهِ ..

هل أنبيك عن زمن الهوانْ ؟؟

مازال يا شيخ المعرة يستوي
نور الظهيرة والظلامْ

مازال يغمرنا الدخانْ

فارجع لقبرك مرة أخرى ونمْ

إن الزمان هو الزمانْ

إن الزمان هو الزمانْ

------------------------------------
نشرت في مجلة الآداب اللبنانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق