المشاركات الشائعة

الجمعة، 19 أغسطس 2011

لماذا اختار الامير عبدالقادر طاقين عاصمة لزمالته.. بقلم : الدكتور حمام محمد زهير
إطلع على مواضيعي الأخرى

[ شوهد : 40 مرة ]
الامير عبدالقادر
ان طاقين كانت بالنسبة للأميرإختيارا استراتيجيا و طبيعيا لان محلته كانت كثيرة التنقل و كان يريد لها ان تبقى بآلتها السرية الضخمة (60.000) بعيدة عن عيون المحمل و الشوافة
ان طاقين كانت بالنسبة للأميرإختيارا استراتيجيا و طبيعيا لان محلته كانت كثيرة التنقل و كان يريد لها ان تبقى بآلتها السرية الضخمة (60.000) بعيدة عن عيون المحمل و الشوافة و لهذا فان اختياره إنما كان له وجهتين :
- يعني اختياره لتضاريسها الطبيعية و بعدها عن مناطق المراقبة ببوغاز
-الثانية هو انتماء أولاد اشعيب و المقان تاريخيا إلى بطن واحد مع الأمير .

و كما جرت العادة لقد كان في إختياره للحصون و العواصم يعتمد على عامل الطبيعة و صعوبتها لأن الفرنسيين يخشون الطبيعة القاسية .

لهذا فإن الزمالة أعطى الأمير تعليمات بخصوص السير بها على طرق تمضلاس، مرحوم، فيض القفول وتارزة.

غير انه نمت مخالفة أوامر الأمير فأختصر الطريق عبر التل إلى سيدي يحيى كما ذكر أحمد بن تهامة،وترجع مكانة طاقين في قلب الأمير لكونها أحد معقل أجداده فقد ذكر مصطفى بن أوهامي بأن أولاد شعيب ينتسبون قديما و حديثا لنسب البرجية إلى مولاي عبد القوي أحد أجداد الأمير و منهم المقان و فبائل الدوائر و اولاد المسعود التحاشي و أولاد بن عفان .


**الجغرافية الاقتصادية لطاقين :

إن منطقة طاقين التي وصفها الكولونيل سان أرتو إلى قيادته تشكل طبيعة صخرية وموحشة وهذا بطبيعة الحال إنما له علاقة بظاهرة الجفاف التي ضربت المنطقة في أينك الفترة له ميزاته فلم ينل منها كثيرا من خسارة المحاصيل بسبب أن الواد الطويل قد عرف فيضانا كبيرا حادا وهو ما يؤدي إلى طرح فرضيتين.

- هل كان الأمير يعلم مسبقا أن المنطقة ذات طبيعة جافة و قاسية حتى يداهم العدو ويبعده من الوصول إلى مواقع زمالته التي كانت تحمل زادها و عتادها
-أما الفرضية الثانية جد هامة تتمثل في زعم الأمير ان المكان آمن لخصوصيته وجودة أراضيه.

وما نستنتجه أن العلاقة جد هامة بالمياه المتدفقة من رأس العين .

وقد حاولنا ربط الشخصيات التاريخية بالفيالق الرومانية التي كانت تزحف أبان العهد النوميدي والتي من خلالها كانت ترابط المنافذ إلى الصحراء و الهضاب وهذا انطلاقا من التضاريس جبال أولاد خايل.

و في البداية أحكم الرومان سيطرتهم على معبر الزهراز الشرقي من أوصول الحضنة الجنوبية عبر مجدل الذي عثر فيه علماء الآثار على بقايا حصى فسمي باسم المدينة ،لأنهم لم يجدوا ما يرمز إلىإسمهم إذ أشار الباحثون على أن الحصى تؤسس في عهد الإمبراطور ماركس أور بليوس عام 149 للربط حيث تم إتمام إحكام السيطرة على طريق الأغواط ،صور الغزلان يرمز إلى عبور الرحل من شمال الصحراء و بلاد التل عبر جبال أولاد نايل.

كما أقام الرمان تحصينات على المغاير بين الصحراء و السهوب و بالذات على واد ملاح الذي يصب في الزهراز الغربي هو ممر رئيسي بين البلاد الواقعة خلف جبال أولاد نايل و بين السهوب و قد وصف S.COSSEL بأنها حصون وضعت أصلا لمراقبة النواحي الخلفية لجبال أولاد نايل و السهوب قد وجدت أصلا لمراقبة سهوب بوغار التي كانت تشكل طاقين أحد مكوناته الأمامية .

ويذكر سلسلة التضاريس الجغرافية للأولاد نايل تكون في صياغ حديث متواصل من قلعتين من القلاع المهمة التي لها علاقة بطاقين .

-أولا قلعة دميدى التي نشأت في ربوة مشرفة على واد مسعد لا يعرف معناه ويدعوها سكان مسعد بقصر البارود شكلت سوقا تجارية هامة لمواطني التل و الصحراء .

ويرى الباحثون أن قلعة دميدي كان هدفها الإستراتيجي هو فرض السيطرة على الطريق الرابط بين جنوبي المغرب الأقصى و نوميديا شمال الصحراء .

و هذا الطريق عرف زحفا مستمرا للقبائل التي كانت تمارس السطو ولهذا وضعت القلعة لحماية الطرق الرئيسية المنطلقة نحو الغرب مرورا بالأغواط ولبيض سيدي الشيخ .

ثم تاورارة ،تافيالت فكانت كل لحملات يذهب ليعود إلى دميد التي سمع عنها عرب الصحراء و التل بسبب الجيوش الضخمة التي كانت تجوب الطريق الجنوبي الواصل إلى الغرب لأنهم كانوا من جهة أخرى يريدون التحكم في الصحراء بالسيطرة على السهوب و الهضاب .
ونشير إلى مصادر أخرى أن التواصل الروماني ضرورة فرضتها مناطق الصحراء فانشئوا قلاع أخرى تكون متنفسا للجيوش الذاهبة من تادميت الواقعة بين الاغواط و الهضاب العليا و الزنينة التي تبعد عن طاقين بـ 50 كلم فقط و التي تضل على منخفض جميل فسيح ليكون الواد طويل فهو يجمع حمولته من جبال عمور و يعبر بها الهضاب .
إن المثلث الاستقامي يقول عنه الباحث شنين أنه يدعوا إلى التفكير بأن إنشاء المناطق الثلاث كان وفق خطة مدروسة فرضها هدف عسكري و هو التحكم في المنافذ الثلاث البدو الرحل في شمال الصحراء ( مسعد ، زنينة ، آفلوا ) وعندما نذهب الى تفحص ما وصفه دولايلسير خلال رحلته الاستكشافية عام 1882 بين إقليم الناضور بواحة حقيقية عند منافع واد الفايحة كما أقامت الحامية الرومانية حصن رومنا الذي كان مكلفا بالحوض الأوسط بواد الطويل.

تستنتج ان طاقين كانت من بين نقاط الترصد إبان الحكم الروماني مما جعل سجل المعالم الجغرافية الأكثر ملائمة من الناحية العسكرية .

وحتى يتم الوقوف على الطبيعة الجغرافية لطاقين نسلط الضوء على طبيعة التضاريس لبوغار لأن المنطقتين تتشابهان بالطابع الصخري لأراضيها.

أن بوغار كانت محل إهتمام كل الجيوش المارة عبرها ولاسيما الرومان الذين أقاموا مركزا عسكريا بالغ الأهمية على أعلى منطقة تبلغ 1112 م و مركزه بالشلف و واصل المالح إلى جعله يتصف باهمية كبرى خصوصا على إثر تكون الحوض المائي من جهة و إقترانها بخربة أولاد أهلال أولا دهلال التي تحتل جبل المطل على ثلاث جهات .

فهو يمكن الناضر من مد بصره جنوبا عبر سهل سرسو الممتد على السفوح الجبلية للونشريس و يشاهد مدينتي المدية ومليانة.

و لعل ما أكده ماك كارتي عند ما زار المنطقة عقب الاحتلال الى الأهمية الكبرى التي كانت تتمتع بها جبال الخربة من إطلاع على جميع المنافذ الصحراوية و التلية حيث يصف المعاير المطلة على الجنوب بمجرد الوقوف على أعلى قمة من جبال الخربة حيث قال أنها تطل على الجنوب من علو يفوق جميع المرتفعات والهضاب المكونة لأعالي واد أم جليل وكذا سهوب طاقين الواسعة وجبال أولاد نايل.

وهذا ما يدل على أن ماك كارتي كان على علم بما في هذه المنطقة المكشوفة في اللوجستيك الحربي خاصة وأن هذة الجبال تشكل نهاية سلسلة جبال الأطلس الصحراوي و تبعد عن الخربة 160 كلم .

و من هذا المنطلق فإن نضرة الأمير عبد القادر كانت تطمح إلى بسط نفوذ على جميع المعايير الصحراوية كما فعل قبله الرومان لأن التحصينات وجدها قائمة فالخط الدفاعي المستميت الذي يحتوي على بوغار مرورا بخربة أولاد هلال هو في حد ذاته همزة وصل بين واد أشلف إلى المنطقة الجبلية .



نشر في الموقع بتاريخ : الجمعة 19 رمضان 1432هـ الموافق لـ : 2011-08-19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق