التبضع في زمن الكورونا
كعادتي كل شهر أحمل قائمة مصروف الدار وأحمل نفسي متجها شطر صاحب المحل المعتاد لكن على غير العادة وجدته مغلقا..
حملت نفسي متثاقلا نحو محلات الجملة وسط المدينة فوجدت عليها أمة من الناس في تزاحم وتشاجر وتدافع..
رأيت في الزاوية من دونهم امرأتين تذودان على بنتين معهما وما استطاعتا اقترابا ، وقبل أن أسألهما ما سر التدافع، قالت إحداهما :
- لا نبتاع حتى يبتاع الرعاء..
رحت أنظر إليها مليا ، معجبا بدقة وصفها،وأنا أردد لا شعوريا هذه الآية:
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
شد انتباهي صراخ طفلة صغيرة تحمل كيسا كاد الرعاء يقتلونها لولا بعض الشباب حملها ووضعها على الرصيف..
وانتبهت فجأة أن بين الزحام بعض النساء والشيوخ والعجائز يجاهدون ليظفروا ببعض المؤونة..
حملت نفسي وعدت أقص على أهلي بيتي ما كان وحالي يلهج بالاستغفار والدهشة ..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق