المشاركات الشائعة

الاثنين، 30 مارس 2020

يوم الأرض

في يوم الأرض
ضاعت القضية الأم ونسوا الأرض والقدس وغزة وتاهوا يسقون أرض البقية التي لزمت القضية ....
في يوم الأرض
مازال الصهاينة يقتلون ويدمرون ولا أحد قام بربيع وثورة ودعم الفلسطينيين في حقهم المشروع..
في يوم الأرض
ضاعت الأرض وضاع العرض وانتهك الشرف وتغيرت المفاهيم مفهوم الجهاد وأصبح العدو صديقا..
في يوم الأرض
هذه غزة تحت الحصار والدمار والموت،وهذه سوريا تتقاتل ويقتل أبناؤها ،وهذه اليمن تدمر ويتقاتل أبناؤها وهذه ليبيا وهذه العراق ..
وتلك تل أبيب تنعم بالسلام والراحة وتتفرج على دم الإخوة يغسل الأرض.......
لكن الله شاء أن يتوحد العالم في الحصار وفي الخوف حين سادت سطوة الكورونا هذا الذي لا يمكن رؤيته ولا لمسه ليصبح الجميع في الخوف والحصار والموت سواء..

الأحد، 29 مارس 2020

حكمة

حكمة
مرّ علينا رجل كان في سابق العهد والبرلمان صاحب سلطة نافذة بسبب منصبه ،ذليلا لا أحد يأبه به بعد أن كان سي الحاج،فقال لي كهل يقرع باب الشيخوخة:
الفرق بيني وبين الكثيرين أنه لم يرفعني منصب زائل ،ولا مال لبدا ضائع ،ولا عقيدة القبيلة الفاسدة،إنما رفعني حرف نافع وقلب خاشع وأبيض كبياض الثلج..
كلامه صادق يؤكده نور لاتخطؤه بصيرة ونضرة مذكورة في القرآن لايحسها غير زاهد..
تذركت دعاء أبي رحمه الله :ربي لاتجعل الدنيا في قلبي واجعلها في يدي...

تعددت اللافتات والمطلب واحد

تعددت اللافتات والمطلب واحد
واجهة الحراك هي المسيرات، والمسيرات هي حشود تحمل مطالب، والمطالب تعددت كل حسب تفكيره وتوجهه ونظرته للتغيير،كل حمل لافتته وكتب ما يريد..
هناك شحنة بل هناك كبت جماهيري ،كبت سياسي واجتماعي واقتصادي وجنسي وعقدي طال أمده واشتد به الحال وضاقت به الأحوال..
تعدد الكبت ،فتعددت المطالب واختلفت اللافتا ت والصور واللغات ولكن في الأخير هو شعب انتفض من أجل التغيير والحق في التغيير والعيش في دولة بنظام أحسن يوفر المطالب ويراعي فيها هذا الشعب..
رغم تعدد الشعارات فيما كتب من لافتتات ولكن يبقى الأمل واحد ،والتغيير للأحسن يبدأ بخطوة ، ربما تليها بعد ذلك خطوات ف،جري وركض فوصول للمبتغى..
ربي يجيب الخير

الجمعة، 27 مارس 2020

درويش في زمن الكورونا

درويش في زمن الكورونا
قلت له:
-لقد عراهم فيروس كورونا..
قال لي بسذاجته المعهودة:
-عْليها ما همش يخرجوا ..يخرج غير اللي لابس..(لهذا السبب هم لا يخرجون..يخرج فقط من يرتدي ملابسه)
التفت إليه متأملا قراءته البسيطة والتي لا تتعدى عتبات حيه ومدينته..
سكبت له فنجانا آخر من القهوة بالشيح والتي يحبها ويأمرني كلما التقاني بالقرب من بيتي أن أحضرها له ..يشربها شرب الماء حتى وإن كانت ساخنة..لذلك أقدمها لا باردة ولا ساخنة..
سألني مهتما :
-وهل سيخرجون عندما يتوقف الشيخ كورونا من تعريتهم ويترك لهم ملابسهم..
ضحكت كثيرا ليس من كلامه فقد تعودت على أسلوبه ولكن بي حاجة من كثرة الضغط أن أضحك..
أجبته:
-لقد عرَّى الدول الكبرى المتفاخرة بتقدمها وقوتها وجبروتها..
حين أنهيت راه يضحك ويقهقه مشيرا إلي وكأنه يقول لي:
-لا تحاول خداعي يا فلُّوس( كناية على صغر السن)....

كعادته يحكي الحكاية ويرحل...

الاثنين، 23 مارس 2020

للحجر أنواعه

للحجر أنواعه
يتداول الكثيرون عبارة الحجر الصحي وهو شكل من أشكال الوقاية والحجر معناه العزل..
ولكن هناك من يعاني حجرا عقليا وفكريا يرتبط بتربيته وتوجهه وقناعاته..على سبيل المثال :
هناك حجر قبلي أي أن الانسان منعزل كالقطيع داخل فكر القبيلة وما تصدره من أحكام مسبقة ونظرية نمطية للآخر لا تتغير وهو نفس الحجر بالنسبة للعنصري..
وهناك حجر ذاتي يتمثل في حب الذات والانعزال داخل ما تحبه الأنا وما تكره ولا تتحرك قيد فكرة عن هذه القناعات ..
ويمكن أن نعمم هذا على أشكال كثيرة إيديولوجية وسياسية ورياضية وإثنية وجهوية ووو..


كعادته يرمي الكلام ويرحل ...

الأحد، 22 مارس 2020

اكتشاف في زمن الكورونا

اكتشاف في زمن الكورونا
كنت سابقا -وأقصد قبل هجوم جند الكورونا علينا وعلى كوكبنا الجميل- أقف متعجبا من هذه الآية :
(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون)، وكان كل ما ينتابني هو الإحساس بأن الآية إنما هي محصورة في بيت أو ملكية أو حتى ملك ومملكة..
لكن الآن أدركت وأنا أرى هذه الحضارة المادية والمبنية على التكنولوجيا والآلات الحديثة هي المقصودة..
وهنا لامست جوهر عظمة الله سبحانه وتعالى؛ لا أقصد أني كنت أتجاهلها أو لا أعرفها ولكني كنت أسمع عنها وأقرأ عنها مما جاء في القصص حتى جاءت هذه الساعة وتراءى لي المشهد بأكمله:
عالم كنا نحسبه قويا ومتطورا ما هو إلا بيت عنكبوت ضعيف يقوده الوهن وفي أعز الأزمة..

السبت، 21 مارس 2020

اليوم العالمي للشعر



اليوم العالمي للشعر
هذا العام لاشعر ولا ربيع ولا خروج ...
تحتفل منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة سنويا وفي نفس اليوم-21 مارس-باليوم العالمي للشعر والذي اعتمده المؤتمر العام لليونيسكو خلال دورته الثلاثين المنعقدة فى باريس عام 1999..
يبقى الشعر موروثا وثروة إنسانية مشتركة وإن تعددت اللغات والعادات،يوحدنا ويعيدنا لإنسانيتنا الواحدة ، كما أنه مناسبة كي نعيد للشاعر مكانته ونسمع صهيل قصائدة التي تخاطب فينا الأحاسيس المشتركة كحب الوطن والتغني بالسلام والأخوة والمحبة وهو رسالة تثاقف وجسر تعارف إنساني فريد..
ومما قرأت :
وقامت اليونسكو، فى إطار جهودها الرامية إلى صون التقاليد الحية، بإدراج عدد من الفنون الشعرية فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية، ومنها مثلاً أغانى الهدهد فى الفلبين، وتراث المابويو الشفهى فى فنزويلا، وترانيم الإيشوفا التى تُغنّى بلغة الهراكمبوت فى بيرو، وتراث الكوغيرى الشفهى فى أوغندا.
ويتسم كل فن من الفنون الشعرية بطابع فريد يميّزه عمّا سواه، ويعبّر كل واحد منها مع ذلك عن الطابع العالمى للتجربة البشرية، وعن التطلع إلى الإبداع الذى يتجاوز كل حدود الزمان والمكان مؤكداً دائماً وأبداً أن البشر أسرة واحدة. تلك هى قوة الشعر!.

عندنا في وطني يبقى الشاعر حبيس التهنيش وصراعات ذاتية وعقدية اتجاه زميله الشاعر مما يؤدي لموت النص والانسان والجمال والنقد،لأن مايحكم المبدع عندنا خلفيات ايديولوجية وثقافية ولغوية ..
كل عام وأنت أيها الشاعر أينما كنت تزدادا تألقا وابداعا...

قصيدة منسية



أحيانا تسوقك الصدفة وأنت تبحث عن وثيقة ما إلى أن تلج الكراريس القديمة والأوراق المبعثرة هنا وهناك فتجد عبارة أو نصا أو قصيدة ضمنتها صدر إحدى الكراريس ..
وجدتها اليوم وأنا ألج المهمل لكن دون تاريخ مدون ..هي عادتي مذ سكنني هوس الكتابة ؛كلما اشتد مخاض النص واساقط رقمته في أول كراس أو ورقة تقابلني..
سرتُ الدروب طويلة الأتراح
بي غصّةٌ مملوءة الأقداح

بعضي طواحين ٌ تصارع راحتي
والعمر يجري واثق الرياح
وعلى جبين الدهر أعبر رمشةً
أو دهشة من وقفة السياح
حبلى رؤانا بالأماني والهوى
بالخبث والأحلام والأفراح
حتّى إذا صَمَتَ الفؤاد مودِّعا
وانزاحت الأرواح للأرواح
لا فرق بين أمانة وأمانة
إلاّ أثارة ُسجْدَةٍ وصلاح
أدركْتُ أنَّ العمر يفنى سِحْرُهُ
والناس في غَدَوَاتهمْ ورُواح
أدركْتُ مهما طال إبحاري غدا
لا بدَّ تغرقُ في الردى ألواحي
ـ -----------
من طين حكمتها ومن أنوائها
من قسوة الدنيا على الملاح
من غضبة الأمواج من سرّ الأنا
وحرائق الصبوات كل صباح
تُؤتى فضائل حكمةٍ وسلامةٍ
وينادم الإنسان سرّ الرّاح
لا وصل يعلو سكرةً أو صبوةً
في حضرة الرحمان عطر فلاحي
في كلّ نائبةٍ أتيه حائرا
تجلّى رحيما لاح بالمفتاح
لما أمدُّ الكفّ سرّا في الدجى
لدبيب حسّي صاغيا ونواحي
بل كلما زاد الجحود غمامة
وضلالة كان الهدى فضّاحي

المكسي بشي الناس عريان



قليل من يخلق النص من العدم، وكثير من يبني نصه على أنقاض نص آخر وُجد مسبقا..
شكا لي مهموما محزونا مايفعله بعض الشعراء من سرقة ذكية ومقننة لبعض قصائده فيسلخونها ويلبسونها حروفهم دون حياء وتستر وحالهم يقول هو مغمور ولا أحد يسمع له شعرا...
أجبته مخففا عنه وعنا جميعا بهذه الأبيات فأرسلتها كما جاءت وذيلتها بالمثل الشعبي عندا
المكسي بشي الناس عريان...

منْ لِحَرْفي؟ يتيمةٌ كلماتي
والبحور التي تفيض بذاتي
قدرٌ أن تبكي قصائد عمري
في بلادٍ مغمورة الصفحات
بين رهطٍ تباعد الكلُّ عنّي
هرول العابرون فوق دواتي
بعض من يسلخ القصائد حُبْلى
بالمعاني يُعيد لمّ فُتاتي
يسرق المبنى لا حياءً يداري
عجبا يبني البيت من أبياتي
فترى القوم خُشَّع التهاني
هل درى القوم الشعر بعض رفاتي؟
هل درى القوم الثوب بعض ثيابي
دُفِنَ الأصل بين صمت العراة ؟
دُفِنَتْ في سطور لصٍّ حروفي
متُّ حيًّا وعاش من صبواتي
يرفل العريان الذي قد تمادى
برويّي ومحتوى مشكاتي
يمتطي الشكل دون وعي وداعٍ
يحفر الأحلى من صدى مشكاتي
إلهي نشتكي بقلْبٍ حزينٍ
قد ترجَّاك ساجدا في الصلاة

القندي



الڨندي
كنا ثلاثة على مدرجات الملعب نتابع مقابلة للكهول،سأل صديقه قائلا:
-هل زرت فلانا المسؤول في القرية المجاورة زوجته توفيت؟
أجبته بحسن نية:
-زوجة الڨندي كذلك توفيت اليوم وهي من نفس مدينة صديقكم المسؤول..
نظر إلى جليسنا الثالث وسأله:
-من الڨندي؟!!
التفتنا إليه سوية في دهشة وفي صوت واحد صرخنا:
-عجبا ومن لايعرف الڨندي في مدينتا؟!!
هو ذاك الفقير ..كان يلعب معنا في الفريق البلدي وكان معنا في الدراسة وهو الآن مجرد بناء لا يسأل الناس إلحافا ولم يتبوأ منصبا في حياته..
طأطأ رأسه وقد أدرك أنه مهما حاول استصغار الڨندي والتزلف للمسؤول فالله وحده يرفع من يشاء ..
من يومها كلما رآني في مجمع تجنبه خشية أن يقفز طيف الڨندي أمامه فيعريه..

ماشتيش نقعتك



كثيرا ما نسمع الأمهات يقلن لأبنائهن وهم يبكون
ماشتيش نقعتك
أي لم أحب طريقة بكائك
ويقال ينقڨ
وصدفة وجدت أن لها أصل في الفصحى
o
o نَعَق
 نعق - ينعق وينعق ، نعقا ونعيقا ونعاقا ونعقانا
1 - نعق الغراب : صاح . 2 - نعق الراعي بالغنم : صاح بها .
المعجم: الرائد
o نعَقَ
 نعَقَ / نعَقَ بـ يَنعَق ويَنعِق ، نَعْقًا ونعيقًا ونُعاقًا ونَعَقانًا ، فهو ناعق ، والمفعول منعوق به :-
• نعَق الغرابُ نعَب ؛ صاح ، صوّت :- نعَق الغرابُ فتشاءم الجميعُ .
• نعَق الرّاعي بغنمه : صاح بها وزجَرها :- { كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ }: الذي يدعوهم إلى الإيمان مثله كمثل النَّاعق بالبهائم التي لا تسمع .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
o نعق
 " النَّعِيقُ : دعاء الراعي الشاء .
يقال : انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها ؛ قال الأخطل : انْعِقْ بضَأْنك ، يا جَريرُ ، فإنَّما مَنِّتْكَ نفسُك في الخَلاء ضلالا ونَعَق الراعي بالغنم يَنْعِقُ ، بالكسر ، نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً ونَعَقاناً : صاح بها وزجرها ، يكون ذلك في الضأْن والمعز ؛
وأَنشد ابن بري لبشر : ولم يَنْعِقْ بناحيةِ الرِّقاقِ وفي الحديث : أَنه ، قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات : ابْكِين وإيّاكنَّ ونَعيقَ الشيطان ، يعني الصياح والنَّوْح ، وأضافه إلى الشيطان لأنه...

عاداتنا زمن الكورونا

عاداتنا في زمن الكورونا
لا شك أن هذا الوافد الجديد وغير المرغوب فيه سيعدل من عاداتنا اليومية كثيرا ويفرض علينا طقوسا لم نتعودها..
أجمل ما فيه أنه يؤكد أن الاسلام دين صحة وخير وبركة ؛ فعندما يحثنا المختصون على غسل اليدين فهذا من صميم الاسلام .
منذ اربعة عشر قرن كان ذاك الشاب المكي الأمين الصادق يؤسس لثقافة النظافة مؤكدا أنها من تعاليم الاسلام السمحاء ومن أيام ومنن الله سبحانه وتعالى والتي لا يمكن إحصاؤها..كما كان يتلو على مسامع الناس  ففروا إلى الله إنني لكم منه نذير مبين ) ويا لها من نصيحة..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

تڨول راك تهر

تڨول راك تهر
أحيانا كثيرة نستعمل في عاميتنا كلمات قد تبدو غريبة للوهلة الأولى أو لاأصلا لها نهائيا ،ولكن حين نبحث وننقب بجدية نجد لها أصلا في لغة الضاد ، هذه اللغة الثرية والتي تشبه المحيطات والمجرات وفيها مافيها من مفردات لاتعد ولاتحصى..
ومما شد انتباهي اليوم وأنا اتناقش مع شخصين أن أحدهم احتد في النقاش وارتفع صوته فبدا كم يصرخ في الآخر،فبادر الثاني قائلا:
-تڨول راك تهر..
شدني الفعل يهر ،فرحت أسأل شيخنا ابقوقل ليحيلني لبعض قواميس اللغة العربية فوجدت:
هَرَّ: (فعل)
هَرَّ / هَرَّ في هَرَرْتُ ، يَهِرّ ، اهْرِرْ / هِرَّ ، هَريرًا ، فهو هارّ ، والمفعول مهرور - للمتعدِّي
هَرَّ فِي وَجْهِ السَّائِلِ : تَجَهَّمَهُ
هَرَّتِ القَوْسُ : صَوَّتَتْ
هَرَّ الشَّيْءَ : كَرِهَهُ
هَرَّ الْكَلْبُ : صَاتَ مِنْ دُونِ نُبَاحٍ وَكَشَّرَ عَنْ أَنْيَابِهِ
هَرَّهُ الْكَلْبُ : نَبَحَهُ
هَرَّ الْبَرْدُ الْكَلْبَ : جَعَلَهُ يُصَوِّتُ
هَرَّتِ الْقَوْسُ : صَوَّتَتْ
هَرَّ إِليه : صاتَ دون نُباحٍ
هرَّ الناسُ فلانًا : كَرِهُوا ناحيته
هَرَّ الكلبُ فلانًا : هَرّ إِليه
هنا فهمت أن هر في عاميتنا ،تطلق على من يرفع صوته ،وهي تستعمل كذلك في حالة نباح الكلب ..
كذلك قادني البحث لفعل يتخنزر فوجدت:
خَزَرُ : كسرُ العينِ بَصَرَها خِلْقَةً ، أو ضِيقُها وصِغَرُها ، أو النَّظَرُ كأنه في أحد الشِّقَّيْنِ ، أو أن يَفْتَحَ عَيْنَيْهِ ويُغَمِّضَهُما ، أو حَوَلُ إحدَى العَيْنَيْنِ ..
تبقى لهجتنا وعاميتنا تزخر بالكثير من كنوز اللفظ والكلم ،،ويبقى فخرنا أننا من أهل هذه اللغة..

أيام الحجر


سألت صديقا فيسبوكيا أجنبي الدولة واللغة:
-كيف ستمر أيامكم في الحجر؟
قال لي :
- معظمنا هنا ابتاع مجموعة من الكتب لدرجة أن بعض المكتبات نفذت من الكتب والمجلات وستكون أنيسنا...
وأنتم هناك؟
استحيت أن أقول له أننا سارعنا لابتياع المواد الغذائية بالأطنان..ومن شدة حيائي حظرته تجنبا للكذب..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

التبضع في زمن الكورونا


التبضع في زمن الكورونا
كعادتي كل شهر أحمل قائمة مصروف الدار وأحمل نفسي متجها شطر صاحب المحل المعتاد لكن على غير العادة وجدته مغلقا..
حملت نفسي متثاقلا نحو محلات الجملة وسط المدينة فوجدت عليها أمة من الناس في تزاحم وتشاجر وتدافع..
رأيت في الزاوية من دونهم امرأتين تذودان على بنتين معهما وما استطاعتا اقترابا ، وقبل أن أسألهما ما سر التدافع، قالت إحداهما :
- لا نبتاع حتى يبتاع الرعاء..
رحت أنظر إليها مليا ، معجبا بدقة وصفها،وأنا أردد لا شعوريا هذه الآية:
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
شد انتباهي صراخ طفلة صغيرة تحمل كيسا كاد الرعاء يقتلونها لولا بعض الشباب حملها ووضعها على الرصيف..
وانتبهت فجأة أن بين الزحام بعض النساء والشيوخ والعجائز يجاهدون ليظفروا ببعض المؤونة..
حملت نفسي وعدت أقص على أهلي بيتي ما كان وحالي يلهج بالاستغفار والدهشة ..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

حديث عن المثقف

حديث عن المثقف
قد يختلف الناس كثيرا في تحديد مفهوم المثقف ، ولكن المثقف الحقيقي يرمي بالأفكار للناس كي يلتقطوها منطلقين نحو هدف أساسي..
المثقف ليس بالضرورة الأكاديمي أو المتعلم الحامل لشهادة جامعية ؛قد يكون شيخا حنكته الأيام وقد يكون شابا وسط المدرجات وقد يكون موظفا في إدارة من إدارات الدولة أو معلما و طالبا أو عاملة بسيطة..إنما تميزه طريقة حواره ومعيشته ورؤيته للأمور فيما يخدم القضايا..
هناك من المثقفين من هم مهمشين ولا تعلوا أصواتهم قيد تأثيرلأن البيئة التي يعيشون فيها تعودت على سماع نوع من الأصوات وانطبع في أذهانهم أن لاصوت يعلو على أصواتهم مما جعلهم يئدون كل صوت جاد وواع..
قيل أن الأواني الفارغة تحدث ضجيجا أكثر من الأواني المملوءة، مما جعل بعض المثقفين ينزوون بعيدا للتهميش المتعمد ولتضييق الفضاءات وإغلاقها قصرا دونهم وابتعادا عن العقد التي تسكن الآخر ممن يقاسمونه يومياته..
حين جاء الفتح من خلال مواقع التواصل الإجتماعي-ورغم تواصلت الحروب ضدهم سرا وجهرا -بدأت أصواتهم وأفكارهم وهمسهم يصل شريحة كبيرة من المجتمع ، وأدت إلى كسر السيطرة والهيمنة الكلاسيكية على المجتمع وبات من الضروري الاستماع لهؤلاء المثقفين لما يحملونه من بعد وطني وإنساني هدفه البناء والتأثير في المجتمع إيجابيا وليس هدفهم المكسب المادي أو الشخصي ولو بقي بعضهم قلما يرمي بالأفكار للجماهير لكي يجسدونها واقعا ملموسا..

في زمن الكورونا المصافحة وجوه..





في زمن الكورونا المصافحة وجوه..
نلتقي بأشخاص نعرفهم كلما أخرجتنا الحاجة من البيت،هناك من يصافحنا فيمد يده ونمد له يدنا والعكس صحيح، وهناك من لا يرغب في ذلك خوفا ووقاية وهو حق مشروع ونحترمه..
تقاطع دربنا فبسطت إليه يدي فأوجس خيفة وقال معتذرا :
-إنه زمن الكورونا..
ابتسمت محترما رأيه وتحدثنا قليلا وانصرف كل لشأنه، وبعد ساعة ونصف كنا في جنازة شابة طيبة من أبناء بلدتي توفيت إثر حادث مرور..
رأيته يصافح أهلها مواسيا،أعجبني ساعتئذ تصرفه ورأيت أن ما فعله معي ليس تكبرا ولا يقصد من ورائه شيئا..
لكني لمحته يسلم على أشخاص آخرين وبحرارة ،عندها فقط أدركت أن المصافحة وجوه أو كما يقال عندنا السلام وجوه حتى وإن كنا في زمن الكورونا..
كعادته يرمي الكلام ويرحل



















الأحد، 1 مارس 2020

يكفي أن تكون مسلما..
يكفي أن تكون مسلما..كي يكرهك الجميع ويقتلك الجميع ويتدفق دمك والجميع في صمت..
يكفي أن تكون مسلما..
هم لا يفرقون بين سني وشيعي ..عربي أو افرنجي..أبيض أو أسود..
لأنك ببساطة في نظرهم مسلما ويجب قتله..
يكفي أن تكون مسلما..
ليقتلك نظامك باسم معين..ويقتلك الناتو باسم تحريرك..ويقتلك البوذي واليهودي والسني والشيعي والاخواني والوهابي والخارجي والارهابي والثوري والقومي والشعبوي والعلماني والصيني والهندي والافريقي والاسباني وكل أجناس الدنيا..
يكفي أن تكون مسلما..
فكل تهم الكون جاهزة وكل السكاكين والسيوف والرصاص والقنابل والعصي والأظافر الطويلة والأسنان وكل ما يستطيع أن يقتل ويجرح..
يكفي أن تكون مسلما..
لتكون وحيدا في مواجهة صمت العالم ؛ لا ربيع عربي ينمو ولا ناتو يسعى لنجدتك ولا حتى وسائل إعلام عالمية ثقيلة..
يكفي أن تكون مسلما
حتى يتحد الكون ضدك ويشار لك بالرصاص وتسير دامي الخطوات وحيدا مشردا ومسحولا أو مقتولا...
لا إله إلا الله عليه توكلت..


قتل المؤلف

قتل المؤلف
حين أعلن رولان بارت عن نظريته الشهيرة موت المؤلف إنما كان قصده التركيز على النص وإبعاد الكاتب بصفته غير موجود عند احتكاك المتلقي بالمتن.
لكننا اليوم أمام ظاهرة أخرى وهي قتل المؤلف من خلال تغييب النص ومن خلال تهميش نصه ..
لأننا ببساطة أمام ظاهرة نفسية تتعامل مع النص بخلفية معقدة وذلك من خلال وجهة نظر اتجاه مؤلفه ،وبين موت المؤلف -من أجل إعطاء النص حقه بإبراز إيجابياه وسلبياته - وبين قتل المؤلف من خلال قتل النص يجاهد المؤلف من أجل أن يجد نصه موقعا غير ذي عقد أو توجه أو نزعة إجرامية تؤدي لقتله..
السؤال الأخير:
هل تكريم أو تقييم النص من طرف المتلقي يمر بشخصه؛يعني حب المتلقي للشخص يرفع النص وكرهه للمبدع أو حسده أو عدم وجود صداقة مسبقة قد يرمي بالنص في سلة المهملات ورفوف النسيان؟
نحن أمام متلقي أو ناقد لا يهمه النص بل يهمه أن يقتل صاحب النص الجيد ويرفع آخر ،كأن الذات المعقدة تتحكم فينا.....