نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
المقاومة الاسلامية فكر وتحد وفخر
شهدت دولة اسرائيل منذ احتلالها لفلسطين
حروبا عديدة مع جيوش نظامية وكانت تخرج منتصرة عسكريا وتزيد في احتلال الأراضي
العربية التي تحدها في الشمال والجنوب..
وبعد كامبديفيد نجحت سياسيا في ربح صمت
النظام المصري مقابل مكاسب اقتصادية ولم تهنأ اسرئيل حتى بدأت معاهدة السلام
والتطبيع مع الأنظمة العربية المهمة وبدأ عهد جديد ،عهد الانبطاح والصمت والاعتراف
باسرائيل والتخلي عن القضية الفلسطينية..النتيجة بعدها كان قيام كيان سميَّ
بالسلطة الفلسطينية وأهم أدواره القضاء على الانتفاضة وقمعها والتبعية لاسرائيل
لكن الرئيس السابق المغتال ياسر عرفات تفطن لذلك ولم يلطخ نفسه بالدم الفلسطيني
عكس نظيره عباس..
في خضم هذا الخنوع برزت حماس في غزة كجناح
سياسي شارك في انتخابات ديمقراطية وانقلب عليه الغرب والعرب والسلطة ، وكتائب
القسام كجناح عسكري لم يتخلى عن السلاح وبقي مقاومة مسلحة ثقافتها الأساسية لا عدو
إلا اليهود وخاضت حروبا شرسة معه..
مايهمنا في هذا السياق التاريخي هو ابراز
خيانة الأنظمة العربية للقضية والتخلي عن مبدأ ما أُخِذَ بالسلاح لايسترد إلا
بالسلاح واستبدل بمفاوضات السلام الوهمية..
في الجانب الآخر وفي حدود فلسطين الشمالية
بينما كانت الحرب الأهلية محتدمة وهدفها القضاء على الثوار الفسطينين في فلسطين من
طرف المسيحين خاصة وبعض الأطراف , ظهر حزب الله كمقاومة اسلامية سنة 1982 تبنت ثقافة الجهاد
ضد اليهود وتحرير الجنوب الذي كان محتلا ومع مرور الزمن تطورت المقاومة واكتسبت
ثقة وتجربة ودعما لم ينقطع يوما من الايرانيين..
كمقارنة بسيطة بين المقاوميتين الاسلاميتين
التي تجاهد بالمال والنفس وتشتيك مع العدو في كل مرة:
حماس وحزب الله تتكون من كوادر مثقفة وقيادات
حكيمة
-تتميزان بالسرية والعمل المنظم
-تعتمدان على النفس في التسلح رغم المساعدات
الايرانية الجبارة..
-خاضتا حروبا كثيرة وتميز حزب الله بحرب
الأنفاق التي درب عليها حماس
-ثقافتهما واحدة لاعدو إلا اليهود والجهاد
عنوانهما الأبرز..
-يتم تشويههما من طرف الاعلام العربي والغربي
ويعتبرانهما منظمات ارهابية..
-حماس رغم أنها سنية الاتجاه فهي كما حزب
الله محاربتان من طرف السنة وبالأخص الانظمة ..
-الاحترافية في العمليات والجهوزية
للاستشهاد..
-التكوين القاعدي والعمل على ترسيخ ثقافة
الجهاد الحقيقي والاعتماد الكلي على الذات والمقربين..
رغم الاختلاف في الطائفة فحماس سنية إلا أن
كون منهجها اخواني فقد اعتبرت ارهابية...حزب الله كونها شيعية ساعد ذلك في تأجيج
العداء الاسلامي اتجاهها..
-وجودهما على خط المواجهة رغم الاغراءات التي
قدمت لهم من طرف الأنظمة العربية بترك السلاح والتطبيع مع اليهود رفضوا وبقوا على
عهد الجهاد..باعوا الدنيا الفانية واشتروا الحياة الأخرى..
نقاط كثيرة تجمع مجاهدي حماس غزة وحزب الله
اللبناني، ويكفيهم فخرا قوافل الشهداء التي يقدمونها يوميا ونماذج البطولات التي
فضحت اسرائيل التي هي أوهن من بيت العنكبوت رغم السلاح الجوي الذي تمنحه لهم
امريكا وأوربا..
مهما قيل ويقال عن المقاومتين ، سأبقى مفتخرا
بهم في زمن جبن الجميع واستأسدوا فقط على بني عمومتهم واخوانهم في الدين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق