المشاركات الشائعة

الاثنين، 5 يناير 2015





القاص والشاعر علي قوادري الباحث عن التميز بهدوء

قلولي بن ساعد

الصديق والأستاذ علي قوادري عرفته نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات وقتها كان لا يزال طالبا على ما أذكر ومنذ أن أقتربت منه ومن عوالمه الذاتية وطموحاته الإبداعية وقفت على موهبته الإبداعية الفذة ورغبته في تنميتها في الإطلاع المستمر ومعايشة النصوص الأبداعية الكفيلة بصقل موهبته من دون تمييز أو إنتفاء مزاجي أو إعتبارات أخرى خارج نصية ومن دون غلو أو تطرف أيضا كان يتردد علي في بيت والدي رحمة الله عليه وهو الذي لا يفصلني عن بيتهم سوى شارع واحد وكنت أناوله بعض الأعمال الروائية والفصصية لبعض رموز الرواية العربية وممثليها وحين يقرأها كاملة وهو القاؤئ الشغوف بالسرد العربي نتبادل أطراف الحديث حولها من دون تشنج كنا نختلف طبعا ولكن إختلافنا لم يكن يتجاوز حدود النص ولم يكن لدي أبدا أي إستعداد ولا زال لأن أوجهه الوجهة التي أريد أو تلك التي تتناغم مع توجهاني أو أعامله بنوع من التتلمذ الساذج لكوني أبعد الناس عن مصادر الثقافة الأبوية الرمزية كما يعلم كل من عرفني وربما هذا ما جعل أواصر الصداقة الأدبية التي جمعتنا تزداد رسوخا في ظل الأحترام المتبادل أو " إقتسام الفهم " كما يعبر عن ذلك ميشال فوكو لقد كان هذا المثقف المبدع الهادئ عندما يسافر إلى مدينة البليدة لمزاولة دراسته الجامعية أشعر بنوع من الخواء وبالحاجة إلى تللك الأوقات التي جمعتنا حول مائدة أدبية أو نقاش موضوعي وشيئا فشيئا بدأت موهيته الإبداعية في القصة القصيرة وفي الشعر تنضج على نار هادئة وصار في ظرف سنوات قصيرة من أهم الفصاصين والشعراء الذين عرفهم المشهد الأدبي الجزائري فنشر مجموعته القصصية الأولى " عمي المجذوب " عن منشورا ت دار الهدى ولو في طبعة محدودة ويقيني الذي لا شك فيه أن هذا المبدع الرائع نصا وخلقا بإمكانه الذهاب بعيدا في مشروعه الإبداعي والترجمي بما يعني من كسره لكل حواجز الصمت التي عرفها الفضاء الثقافي " الزنيني" لسنوات والعبور بمنجزه الإبداعي إلى ضفاف من المعقولية الإبداعية التي تؤمن لصاحبها مبررات وجوده الإبداعي وهو الباحث عن التميز بهدوء ودون ثرثرة أو سعي لنجومية زائفة في عالم يعج بالتنافس الإبداعي الذي نريده أن يكون نزيها معذرة صديقي علي لأني لم أقل شيئا بعد من المنظور النقدي عن مجموعتك القصصية" عمي المجذوب " وسأكتفي الأن فقط في حقك بهذه الكلمة البسيطة في إنتظار ما هو قادم تحياتي الخالصة يار فيق الكتابة وهذا الوجع الأدبي الذي جمعنا ولا يزال يوحدنا ويشكل قاسما مشتركا بيننا ألقاك بخير صديقي وعلى محبة النص والأنسان نلتقي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق