نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
السياسة..الرمال المتحركة
السياسة هي فن الممكن وهي تحقيق المكاسب والمصالح في الأخير تتصالح ولكن في السياسة كل شيئ مباح
من أجل القضاء على الخصم فهي دنيئة وجريئة ووسخة جدا..
السياسة مثل الرمال المتحركة وهي
غواية تفترس الأكثر واليابس لكنها في صورتها التي نراها في الغرب صمام أمان الدول
ومفتاح خيراتهم حيث النظام يسير بمنهجية ووفق أطر متفق عليها لايخرقها أحد ولاتضر
بالمواطن فهي كالعقد الاجتماعي الذي ذكره جون جاك روسو حيث يتفق الجميع من أجل
مصلحة الفرد والمجتع ولا أحد يخرق الاتفاق..
سياستنا تختلف كثيرا فأول الأمور يتم اقصاء كل شريف ونبيل ومثقف فلا ترى في
المسؤوليات والوجوه التي تتقدم كل لائحة إلا كل زنيم كذاب أشر ولص لا مستوى له..
أما على المستوى العربي فالسياسة تعتمد على الذاتية والانفعالات وتصفية
الحسابات فلا يسلم منها نظام علماني ولا اسلامي إلا من رضي عنه آل سعود وآل صهيون
وهي أن ترضى عنك اليهود والنصارى من أجل البقاء على الكرسي..
المسافة بين المواطن والسياسي كل يوم تزداد تباعدا لأسباب كثيرة وأولها عدم
فهم المواطن لواجباته وحقوقه وثانيها أنه
لايُستشار ولا يؤخذ رأيه في من يمثله فالأنظمة وحدها من تختزل الأمور ..بالإضافة
لاتوجد برامج لدى معظم التشكيلات السياسية تثير هذا المواطن فالقبيلية والشكارة
تصنع المسؤول مسبقا ,ليصبح هذا الأخير ديكتاتورا على البسطاء عميلا للكبار ووفيا
للإختلاسات والتلاعبات والرشوة والمحسوبية..كل هذا يحدث أمام مواطن لايحسن غير الكلام في الظهر
والمشاركة غير العلنية بالوقوف صامتا
لاتحركه شكوى ولا بلوى..
كلنا مشاركون رغبا أو رهبا في مهازل سياسيين وكلنا مشروع سياسي قد يكون
ناجحا أو فاشلا ولكن علينا ترك بعض الصفات المشينة كالانتهازية والأنانية والبحث
عن العمل من أجل ذواتنا وأبنائنا واخواننا وبلدنا فحتى لو اعتقدنا أن هذه السلوكات
هي من حقنا وأن نهب المال العام والكذب والتزلف والشيتة هي مبادئ السياسي الناجح ,
لايمكن أن ننسى الضمير ولا يمكن أن نتجاهل الرقيب في أعلى سماواته...وحده الحلال
ووحده الصدق من يصنع سياسة حقيقة..السياسة كالرمال المتحركة ترفع وتقسي ولكنها
تغرق داخلها كل من يحاول المشي فيها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق