نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
مغالطات
لا يتغير الزمان فالوقت ثابت بل تتغير طباع وعادات الناس وتصبح مع مرور
الوقت عادات مصلحية مادية بحتة إلا من تمسك بتعاليم الدين وعرف أن الدين هو صمام
الأمان فتسلح بمبادئ الإسلام والقيم الانسانية التي تزخر بها المجتمعات الغربية
دون أن تنطق الشهادة..تابعت مؤخرا فيلما أمريكيا وشدتني لقطة أب يوصي ابنه قبل أن
يدخل المدرسة الداخلية وينصحه نصيحة غريبة ومدوية
-لاتشي بزملائك أي كان الأمر
ثم يسلمه لداخلية فيها تلاميذ أكبر منه ويحدث أن يكون محطة للظلم والتنكيل
وذات ليلة قام أحد الطلبة وهو أكبر منه من ضربه ضربا مبرحا فترك له خدوشا وندوبا
..حين دخل ناظر الداخلية وهو المعروف بقساوته سأل
-من فعل بك هذا؟؟؟؟؟
هنا تذكر الطفل نصيحة الوالد والتي حملها قيمة من قبل ,قيمة أخلاقية
وتعاملا لايمكن أن يتجاوزه..نظر الطفل للمعتدي ثم بعد صمت
-لا أحد لقد وقعت
من هنا كبر الطفل في عيون كل زملائه وأصبح صديقا مقربا بل ملكا لا يلمسه
أحد..
كثيرة هي المغالطات التي يحبل به مجتمعنا وترسبت كممارسات بعد مرور الزمن
تأكد عند البعض أنها شرعية بل أعطوها تسميات فضاع مدلول الكلمة وسأورد هنا بعض
الأمثلة
-الكثيرون يسمون الحرام في وقتنا هذا " قفازة" فيلجأ للرشوة
ويلجأ للعرابة ويلجأ للسرقة والكذب والاحتيال حتى يصل لمبتغاه..مدلول الحلال الذي
شرعه وبينه الاسلام تغير وأصبح من يذكر هكذا كلمة يبدو درويشا ومعتوها وغير متزن..
-الكثيرون يرون في الزاني فحلا ويجب الاقتداء به ويمجدونها ويضعونه عمامة فوق
الرأس ويرون فيه صاحبا غير ساحب ويجب التماس الحكمة والمعرفة من مغامراته التي
لاتغضبهم .. ويرون في من يسرق ويكذب وينافق من المسئولين نموذجا يجب اختياره من
أجل قضاء الحوائج والمشاغل وعندما يحج يهرولون إليه...
-الكثيرون يرون في الهدية للمسئول أو الوليمة أو دعوة للعشاء أو القهوة
كرما وجودا يتباهون به ..حتى مصطلح "المعروف" وهو الصدقة مسه المسخ
والنسخ فغدا مجرد وليمة لايحضرها إلا المترفون والممتلئة بطونهم بالسحت وبالرشوة
وبالمال العام...
حين يغيب الضمير ويغيب الوازع الديني وننسى أن الرزاق والرحمان هو الله
نلجأ في همجية لتشريع وتقنين السلوك غير السوي ونخلق بذلك ممارسات كلنا
متأكدون من خطئها ومن سلبياتها ولكننا مجتمع تعود الهرولة وراء المخطئ ووراء الخطأ
واتخاذ موقفا معاديا مع كل ماهو أصيل وصادق وقائم على الاسلام ولو كان في معظمه
اسلاما عفويا وبريئا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق