في ذكرى رحيل جون بياجيه مؤسس نظرية المعرفة الوراثية
16 سبتمبر (أيلول) 2014 19:00 | 0 تعليق
جون_بياجيه_مؤسس_نظرية_المعرفة_الوراثية
يعدّ
جون بياجيه من أشهر الباحثين في علم النفس التنموي والفلسفة، حيث أجرى
دراسات وأبحاث مهمة حول المعرفة لدى الأطفال، كما أنه رائد المدرسة
البنائية في علم النفس، وواحد من أهم المؤثرين في علم النفس المعاصر
والموجهين للعديد من الباحثين والمنظرين من بعده.
ويصادف اليوم 16
سبتمبر(أيلول)1980) وفاة جون بياجي، الباحث الذي طورنظرية ما يعرف الأن
بعلم المعرفة الوراثية أو التطور المعرفي عند الأطفال، والذيأنشأ عام 1965
مركزنظرية المعرف الوراثية في جنيف وترأسه حتى وفاته.
ولد بياجيه في مدينة نيوشاتيل بسويسرا عام
1896، وتوفي عام 1980 وكتب مقالته الأولى، وهو في سن الثالثة عشر من عمره،
وحاز على شهادة في البيولوجيا من جامعة نوشاتيل (سويسرا)، بعدها أتم
دراسته في مجال علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة في زيوريخ وفي جامعة
السوربون بباريس، حيث حاز على درجة الدكتوراه في علم الحيوان.
عُيِّن بياجيه عام 1921 مديراً للبحوث في
معهد جان - جاك روسو (المعهد الأكاديمي لعلوم التربية)، ثم مديراً شريكاً
للمعهد في عام 1929، وفي نفس السنة أيضاً، عُيِّن مديراً لمكتب التربية
الدولي، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1967
عمل جون أستاذاً جامعياً في علم النفس
والفلسفة والعلوم في العديد من المؤسسات الأكاديمية (منها مثلاً جامعة
نوشاتيل، وجامعة جنيف، وجامعة السوربون)، وعمل أيضاً أستاذاً زائراً في
جامعات كامبريدج، وهارفرد، وكولومبيا، وييل، وغيرها من مؤسسات التعليم
العالي، وبعد توليه مهام المدير العام المساعد للتربية بالإنابة، أصبح
مندوباً لسويسرا لدى المجلس التنفيذي لليونسكو، وذلك لغاية عام 1954،
وعُيِّن بعد ذلك رئيساً للجنة الوطنية السويسرية لليونسكو لعدة سنوات.
اهتمت نظرية بياجيه بالنمو العقلي، وكانت
من بين أهم النماذج النظرية في علم النفس التربوي، حيث حاولت الإجابة على
السؤال الذي مفاده: كيف يحدث النمو؟ ولقد عمل بياجيه في تطوير الاختبارات
العقلية أثناء عمله في معهد "بينيه"، كما أكدت نظريته أن التطور المعرفي
لدى الفرد يحصل من خلال التفاعل النشيط بينه وبين البيئة، ومن خلالها تتكون
لدى الفرد بنى معرفية تتطور مع الزمن، ويكون الفرد معرفته من خلال ثلاث
عمليات؛ التماثل والمواءمة والتنظيم، وهي أدوات تفاعل الفرد مع البيئة،
وهذا التطور يمر بأربع مراحل ثابتة ومتتابعة وتتأثر كل مرحلة بأربعة عوامل.
ولاحظ بياجيه أثناء ممارسته للعمل، أن
الاستجابات غير الصحيحة التي تتضمنها الإجابات الخاطئة على درجة كبيرة من
الأهمية، وذلك لأن هذه الإجابات الخاطئة تتكرر لدى الأطفال في نفس العمر،
فتأخذ نمطاً محدداً، إذ تختلف أنواع الأخطاء التي يقع فيها الأطفال باختلاف
أعمارهم، كما رأى أن تفكير الأطفال الأكبر سناً يختلف في نوعيته اختلافاً
كبيراً عن تفكير الأطفال الصغار؛ بمعنى وجود تغيرات نوعية في تفكير
الأفراد، وهذه التغيرات مختلفة باختلاف المراحل العمرية.
فرّق بياجيه بين النضج الجسمي وبين النضج
العقلي، وأشار إلى أن النضج العصبي عامل أساسي لحدوث عملية النمو العقلي،
فكلما زاد عمر الطفل كلما زادت قدرته على التفكير، يختص هذا العامل بعملية
النضج العصبي،حيث إن الفرد عندما ينمو طبيعياً يكون نموه متكاملاً في جميع
أجهزة الجسم، ومنها الجهاز العصبي، والجهاز العصبي هو المسؤول الأول عن
التفكير وعمليات التفكير الأخرى، وبهذا فالنضج العصبي عامل أساسي لحدوث
عملية النمو العقلي،فكلما زاد عمر الطفل زادت قدرته على التفكير.
كما قال إن الطفل يتعلم عندما يتفاعل مع
بيئته الطبيعية، ويكون هذا التعلم أكثر فاعلية ووضوحاً في المراحل الأولى
من تقسيم بياجيه، وخاصة مرحلة التفاعل أو التعامل مع الأشياء المحسوسة في
البيئة، ومن خلال التفاعل مع البيئة يستطيع الطفل أن يكون أو يبني فكرة أو
عدة أفكار عن الأشياء التي يتعامل معها، وعن البيئة،والتفاعل بين كل من
البيئة ومكوناتها، كلما تعرض الطفل لخبرات أكثر كلما تعلم أكثر، وقد فرق
بياجيه بين نوعين من الخبرة هما:
أ- الخبرة المادية الحسية: وتحدث نتيجة تفاعل الطفل مع الأحداث والأشياء التي في البيئة.
ب-الخبرة المنطقية الرياضية: وترتبط بالأفعال التي يقوم بها الطفل على مجموعة من الأشياء.
أ- الخبرة المادية الحسية: وتحدث نتيجة تفاعل الطفل مع الأحداث والأشياء التي في البيئة.
ب-الخبرة المنطقية الرياضية: وترتبط بالأفعال التي يقوم بها الطفل على مجموعة من الأشياء.
ألف بياجيه عدداً كبيراً من الكتب
والمقالات البارزة في التعليم، ولا سيما التربية في مرحلة الطفولة المبكرة،
وشارك في عضوية العديد من اللجان الوطنية والدولية، كما حاز على 30 درجة
دكتوراه فخرية من عدة جامعات في بلدان كثيرة، ومُنح أيضاً عشر جوائز علمية.
بعد أن كرس بياجيه حياته العملية لمحاولة
فهم عالم الطفل، مؤكداً أن لنظرة الطفل للعالم منطقها الخاص بها، محاولاً
بذلك فهم هذه الاختلافات، وبعد أن أثرت نظريته للتطور المعرفي في كثير من
المجالات: علم نفس النمو، التعليم والأخلاق، الدراسات الفكرية والتاريخية،
نظرية التطور، الفلسفة، وعلم المقدمات، والذكاء الاصطناعي، غادر هذا المفكر
الحياة، والذي عُدّ فيلسوفاً من نوع خاص تاركاً وراءه إرثاً غنياً في مجال
التربية والتكوين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق