الصورة الشعريّة في النقد العربي الحديث لبشرى موسى صالح
جريدة القدس العربي
فوزي الديماسي
الصورة في الأدب، هي : الصوّغ اللسانيّ المخصوص، الذي بواسطته يجري تمثّل
المعاني، تمثّلا جديدا ومبتكرا، بما يحيلها إلى صور مرئيّة معبّرة، وذلك
الصّوغ المتميّز والمتفرّد، هو في حقيقة الأمر عدول عن صيغ إحالية إلى صيغ
إيحائية،
تأخذ مدياتها التعبيريّة من تضاعيف الخطاب الأدبي،وما تثيره
الصورة في حقل الأدب، يتّصل بكيفيّات التعبير لا بماهيته، وهي تهدف إلى
تحويل غير المرئيّ من المعاني إلى المحسوس، وتعويم الغائب إلى ضرب من
الحضور، ولكن بما يثير "الاختلاف " وسيتدعي " التأويل " بقرينة أو دليل،
الأمر الذي يغذّي المعنى الأدبي بفرادته المخصوصة لدى المتلقّي، إذ تنحرف
الألفاظ في التشكيل الصوري عن دلالتها المعجميّة إلى دلالات خطابيّة حافّة
وجديدة، ومن ثمّ يمنح النصّ هويّته، التي تتجدّد دائما مع كلّ قراءة (ص3)
بهذا التعريف افتتح د. عبد الله إبراهيم قوله في معرض حديثه عن مفهوم
الصورة الشعريّة في تقديمه لكتاب "الصورة الشعريّة في النقد العربي الحديث "
لبشرى موسى صالح، وتتأتّى أهميّة هذا المبحث، وبالتالي هذا الكتاب من
زاوية الحيف الذي طال الدرس النقديّ، هذا الدرس الذي بلغ فيه تطرّف الطرح
إلى تغليب جانب على آخر في تناول عمل شعريّ بالدرس، إذ منهم من اطمأنّ إلى
تناول القصيدة تناولا شكليّا، وتعامل مع الإبداع بطرق تجفّف الجانب الذاتيّ
في العمل، وبالتالي، تجانب مواطن التنوّع والاختلاف في الخبرات والرؤى
وتعدّد وجهات النظر وزواياها، فاختلطت بذلك السّبل وتقاطعت وما عدنا نقف
على فرق بين الأجناس الأدبية، وكذلك بين الفروع ضمن الجنس الواحد . وجاء
هذا الكتاب النقدي ليقف عمّا يكون به الشّعر شعرا، وبالتالي ينقّي هذا
الجنس من كلّ الشوائب، وإن كان جوهر الإنسان عقله عند جمهور الفلاسفة
المثاليّين وجسده عند الماديّين، فإنّ جوهر الشعر هو " الصورة الشعريّة "
إذ هي التركيبة الفنيّة التي تحقّق هذا التوازن بين المستوى المطلوب
والمنجز أو المتاح تفاوتا بين التقريريّة والإيحاء الفنّي (ص7) فالصورة هي
الفاصل الواصل بين الظاهر والباطن، بين ما هو شكليّ يكشف عن بنية النصّ
ومعماره، وما هو خفيّ يكشف عن عمق تجربة الشاعر وفرادته وتفرّده، ومن هنا
تبوّأت الصورة مكانة مهمّة في مناهج النقد المختلفة ، ووضعها النقّاد في
مقدّمة وسائلهم لدراسة جوهر الشعر وما يتعلّق به من مؤثّرات (ص7) . الصورة
وسيلة الشاعر للتجديد الشعريّ والتفرّد، ويقاس بها نجاح الشاعر في إقامة
العلائق المتفرّدة التي تتجاوز المألوف بتقديم غير المألوف من الصلات
والترابطات التي تضيف إلى التجربة الإنسانيّة المطلقة وعيا جديدا (ص12)
فبالصورة يتوسّل الشاعر ليكشف فيما بعد المتقبّل عن عمق تجربته الحياتيّة
وقدرته على المسك بناصية فنّ النظم، إذ ليس الشعر من نوافل الكلم أو هو قول
يدخل تحت طائلة الهذيان والتشكيل العشوائي للكلمات، إنّما هو نصّ يحكي
تجربة الشاعر وعدّته القرائيّة وذاكرته ويحاكيها بأساليب فنيّة تحيل على
جمال مّا، كامن في طرق بناء العالم الشعريّ ، فالصورة هي المرآة التي لا
تعكس الخصوصيّة والوجه الإبداعي للشاعر فحسب ، بل إنّها تحمل سمات المرحلة
الشعريّة التي يعدّ الشاعر جزءا منها (ص12)، ولقد عملت الكاتبة بشرى موسى
صالح في مبحثها هذا على تحديد الجهاز المفهوميّ وتأصيل المصطلح على امتداد
خمسة فصول، وذلك درءا لكلّ تداخل وتقاطع وتضارب في الجهاز المفهوميّ، كما
رصدت جملة المحطّات التاريخيّة التي تطوّر فيها الجهاز المفهوميّ للمصطلح
عبر مراحل الدرس في المدوّنتين النقديّتن العربيّة والغربيّة وخلصت إلى
فكرة مفادها أنّ للنقد العربي القديم بذورا حاولت ملامسة الصورة و بالتالي
تحديد مفهوم الشعر ومعياره والذي حصره نقادنا القدامى في خانة الشعر بما هو
صناعة وصياغة، ولقد كان الجرجاني اقرب منه إلى المفهوم الغربي من الجاحظ
حيث تطرّق إلى البعد الحسّي والنفسي في بناء الصورة الشعريّة، ولكن الدرس
النقدي الغربي كان أدقّ وأشمل فعمل على تجذير المصطلح في البعدين الحسّي
والإحساسي مستندا في ذلك على أربع دلالات( لغويّة وذهنيّة ونفسيّة وبلاغيّة
) . إنّ الصورة الشعريّة مزيج من اللغة والأحاسيس والبيان والرمز ولكن ما
يفصل الصورة الشعريّة عن الرمزيّة هو التصاق الصورة الشعريّة بالكثافة
الحسيّة في حين يقوم الرّمز على التجريد والذاتيّة . أمّا عن العوامل
المؤثّرة في تكوين الصورة الشعريّة ويمكن في هذا الباب أن نحدّد مصدرين
اثنين تنضوي تحت رايتهما الصورة لحظة تشكّلها وهما الخيال والواقع، ولقد
لعبت المدارس ( الكلاسيكيّة – الرومانتيكيّة –والبرناسيّة والسرياليّة ) في
بناء معالم الصورة وملامحها كلّ حسب رؤيته، فالكلاسيكيّون يرون بأنّ
الصورة من بنات التجريد ومستقلّة عن عالم الحسّ، والخيال يلعب دورا رئيسا
في بنائها فالصورة لديهم شعوريّة تصويريّة، أمّا بالنسبة للرومانتيكيّة فهي
للشعور أقرب وبه ألصق وهي صورة ذاتيّة صرفة، تحكي الذات وتحاكيها، أمّا
البرناسيّون فقد نفوا صفة الذاتيّة والعبقريّة والإلهام عن لحظة إنشاء
الصور وأعلوا من شان الصنعة في هذا الباب، أمّا عند السرياليين، فالحلم هو
المعبّر الحقيقي عن حالات النفس، وشأنه في ذلك شان الشعر، لأنّ النفس تجري
فيه طبقا لسجيّتها بعد أن تفكّ عنها قبضة اليقظة والواقع ن وحيث تتحوّل
المشاعر الرّهيفة إلى رؤى وصور تتولّد ذاتيّا ودون منطق يسيّرها أو ينظّمها
( ص46)، وبذلك تخلف ملامح الصورة ومصادرها حسب كلّ مدرسة، فمن التجريد،
إلى الذاتيّة، إلى اللاشعور، وما يجمع بين هذه المدارس جميعها على اختلاف
رؤاها هو اعتبارها للصورة الشعريّة عماد الشعر، وتعدّ اللغة مكوّنا أساسا
من مكوّنات الصورة الشعري ودورها إيحائي وليس ابلاغيا ، فعمليّة الإبداع
الشعريّ تتمثّل على نحو خاصّ في إبداع اللغة المتميّزة بأسلوب ينفرد في نسج
العلائق الفنيّة الجديدة بين المفردات ( ص75) كما يعدّ العنصر الحسّي
ركيزة من ركائز الصورة الشعريّة إذ يتقاطع فيه الواقع مع الإحساس ويتداخلان
بعيدا عن حديث المحاكاة الحرفيّة للواقع، وإنّما الصورة هي إفراز لتداخل
بين وتواشج وتواؤم بين دواخل الذات والمرجع، ومن هنا استمدّت الاستعارة
شرعيّتها وأحقية وجودها إذ الشعر هو فعل استعاريّ بامتياز، يختلط فيه
الذاتيّ بالموضوعيّ، والرئيويّ بالمرجعيّ، إذ تنشأ الاستعارة من إداراك
داخليّ عند المبدع، قادر على إقامة علائق ودلالات جديدة مع الموجودات
الخارجيّة، تعتمد على الإتحاد والامتزاج لا على المقارنة والتمييز، وتسعى
إلى خلق الصورة الفنيّة المتميّزة ن المعبّرة عن رؤية المبدع المتفرّدة في
ربط الوجود بالإحساس ( ص93) ومن هذه الزاوية تتحدّد معالم الصورة الشعريّة
في النصّ الشعريّ الحديث، إذ تستمدّ عناصر وجودها من ذات الشاعر، فما عادت
الصورة الشعريّة من حيث مكوّناتها في علاقة حواريّة مع الواقع والعالم، وفي
علاقة تماثل وتشابه، بل أصبحت تسير على درب الإنصات لقيعان الذات بحثا عن
الأماكن النائية في الذات، لذلك أطلق أدونيس رائد شعر الحداثة على الصورة
الشعريّة صفة ميتافيزيقا الكيان الإنساني
جريدة القدس العربي
فوزي الديماسي
الصورة في الأدب، هي : الصوّغ اللسانيّ المخصوص، الذي بواسطته يجري تمثّل المعاني، تمثّلا جديدا ومبتكرا، بما يحيلها إلى صور مرئيّة معبّرة، وذلك الصّوغ المتميّز والمتفرّد، هو في حقيقة الأمر عدول عن صيغ إحالية إلى صيغ إيحائية،
تأخذ مدياتها التعبيريّة من تضاعيف الخطاب الأدبي،وما تثيره الصورة في حقل الأدب، يتّصل بكيفيّات التعبير لا بماهيته، وهي تهدف إلى تحويل غير المرئيّ من المعاني إلى المحسوس، وتعويم الغائب إلى ضرب من الحضور، ولكن بما يثير "الاختلاف " وسيتدعي " التأويل " بقرينة أو دليل، الأمر الذي يغذّي المعنى الأدبي بفرادته المخصوصة لدى المتلقّي، إذ تنحرف الألفاظ في التشكيل الصوري عن دلالتها المعجميّة إلى دلالات خطابيّة حافّة وجديدة، ومن ثمّ يمنح النصّ هويّته، التي تتجدّد دائما مع كلّ قراءة (ص3) بهذا التعريف افتتح د. عبد الله إبراهيم قوله في معرض حديثه عن مفهوم الصورة الشعريّة في تقديمه لكتاب "الصورة الشعريّة في النقد العربي الحديث " لبشرى موسى صالح، وتتأتّى أهميّة هذا المبحث، وبالتالي هذا الكتاب من زاوية الحيف الذي طال الدرس النقديّ، هذا الدرس الذي بلغ فيه تطرّف الطرح إلى تغليب جانب على آخر في تناول عمل شعريّ بالدرس، إذ منهم من اطمأنّ إلى تناول القصيدة تناولا شكليّا، وتعامل مع الإبداع بطرق تجفّف الجانب الذاتيّ في العمل، وبالتالي، تجانب مواطن التنوّع والاختلاف في الخبرات والرؤى وتعدّد وجهات النظر وزواياها، فاختلطت بذلك السّبل وتقاطعت وما عدنا نقف على فرق بين الأجناس الأدبية، وكذلك بين الفروع ضمن الجنس الواحد . وجاء هذا الكتاب النقدي ليقف عمّا يكون به الشّعر شعرا، وبالتالي ينقّي هذا الجنس من كلّ الشوائب، وإن كان جوهر الإنسان عقله عند جمهور الفلاسفة المثاليّين وجسده عند الماديّين، فإنّ جوهر الشعر هو " الصورة الشعريّة " إذ هي التركيبة الفنيّة التي تحقّق هذا التوازن بين المستوى المطلوب والمنجز أو المتاح تفاوتا بين التقريريّة والإيحاء الفنّي (ص7) فالصورة هي الفاصل الواصل بين الظاهر والباطن، بين ما هو شكليّ يكشف عن بنية النصّ ومعماره، وما هو خفيّ يكشف عن عمق تجربة الشاعر وفرادته وتفرّده، ومن هنا تبوّأت الصورة مكانة مهمّة في مناهج النقد المختلفة ، ووضعها النقّاد في مقدّمة وسائلهم لدراسة جوهر الشعر وما يتعلّق به من مؤثّرات (ص7) . الصورة وسيلة الشاعر للتجديد الشعريّ والتفرّد، ويقاس بها نجاح الشاعر في إقامة العلائق المتفرّدة التي تتجاوز المألوف بتقديم غير المألوف من الصلات والترابطات التي تضيف إلى التجربة الإنسانيّة المطلقة وعيا جديدا (ص12) فبالصورة يتوسّل الشاعر ليكشف فيما بعد المتقبّل عن عمق تجربته الحياتيّة وقدرته على المسك بناصية فنّ النظم، إذ ليس الشعر من نوافل الكلم أو هو قول يدخل تحت طائلة الهذيان والتشكيل العشوائي للكلمات، إنّما هو نصّ يحكي تجربة الشاعر وعدّته القرائيّة وذاكرته ويحاكيها بأساليب فنيّة تحيل على جمال مّا، كامن في طرق بناء العالم الشعريّ ، فالصورة هي المرآة التي لا تعكس الخصوصيّة والوجه الإبداعي للشاعر فحسب ، بل إنّها تحمل سمات المرحلة الشعريّة التي يعدّ الشاعر جزءا منها (ص12)، ولقد عملت الكاتبة بشرى موسى صالح في مبحثها هذا على تحديد الجهاز المفهوميّ وتأصيل المصطلح على امتداد خمسة فصول، وذلك درءا لكلّ تداخل وتقاطع وتضارب في الجهاز المفهوميّ، كما رصدت جملة المحطّات التاريخيّة التي تطوّر فيها الجهاز المفهوميّ للمصطلح عبر مراحل الدرس في المدوّنتين النقديّتن العربيّة والغربيّة وخلصت إلى فكرة مفادها أنّ للنقد العربي القديم بذورا حاولت ملامسة الصورة و بالتالي تحديد مفهوم الشعر ومعياره والذي حصره نقادنا القدامى في خانة الشعر بما هو صناعة وصياغة، ولقد كان الجرجاني اقرب منه إلى المفهوم الغربي من الجاحظ حيث تطرّق إلى البعد الحسّي والنفسي في بناء الصورة الشعريّة، ولكن الدرس النقدي الغربي كان أدقّ وأشمل فعمل على تجذير المصطلح في البعدين الحسّي والإحساسي مستندا في ذلك على أربع دلالات( لغويّة وذهنيّة ونفسيّة وبلاغيّة ) . إنّ الصورة الشعريّة مزيج من اللغة والأحاسيس والبيان والرمز ولكن ما يفصل الصورة الشعريّة عن الرمزيّة هو التصاق الصورة الشعريّة بالكثافة الحسيّة في حين يقوم الرّمز على التجريد والذاتيّة . أمّا عن العوامل المؤثّرة في تكوين الصورة الشعريّة ويمكن في هذا الباب أن نحدّد مصدرين اثنين تنضوي تحت رايتهما الصورة لحظة تشكّلها وهما الخيال والواقع، ولقد لعبت المدارس ( الكلاسيكيّة – الرومانتيكيّة –والبرناسيّة والسرياليّة ) في بناء معالم الصورة وملامحها كلّ حسب رؤيته، فالكلاسيكيّون يرون بأنّ الصورة من بنات التجريد ومستقلّة عن عالم الحسّ، والخيال يلعب دورا رئيسا في بنائها فالصورة لديهم شعوريّة تصويريّة، أمّا بالنسبة للرومانتيكيّة فهي للشعور أقرب وبه ألصق وهي صورة ذاتيّة صرفة، تحكي الذات وتحاكيها، أمّا البرناسيّون فقد نفوا صفة الذاتيّة والعبقريّة والإلهام عن لحظة إنشاء الصور وأعلوا من شان الصنعة في هذا الباب، أمّا عند السرياليين، فالحلم هو المعبّر الحقيقي عن حالات النفس، وشأنه في ذلك شان الشعر، لأنّ النفس تجري فيه طبقا لسجيّتها بعد أن تفكّ عنها قبضة اليقظة والواقع ن وحيث تتحوّل المشاعر الرّهيفة إلى رؤى وصور تتولّد ذاتيّا ودون منطق يسيّرها أو ينظّمها ( ص46)، وبذلك تخلف ملامح الصورة ومصادرها حسب كلّ مدرسة، فمن التجريد، إلى الذاتيّة، إلى اللاشعور، وما يجمع بين هذه المدارس جميعها على اختلاف رؤاها هو اعتبارها للصورة الشعريّة عماد الشعر، وتعدّ اللغة مكوّنا أساسا من مكوّنات الصورة الشعري ودورها إيحائي وليس ابلاغيا ، فعمليّة الإبداع الشعريّ تتمثّل على نحو خاصّ في إبداع اللغة المتميّزة بأسلوب ينفرد في نسج العلائق الفنيّة الجديدة بين المفردات ( ص75) كما يعدّ العنصر الحسّي ركيزة من ركائز الصورة الشعريّة إذ يتقاطع فيه الواقع مع الإحساس ويتداخلان بعيدا عن حديث المحاكاة الحرفيّة للواقع، وإنّما الصورة هي إفراز لتداخل بين وتواشج وتواؤم بين دواخل الذات والمرجع، ومن هنا استمدّت الاستعارة شرعيّتها وأحقية وجودها إذ الشعر هو فعل استعاريّ بامتياز، يختلط فيه الذاتيّ بالموضوعيّ، والرئيويّ بالمرجعيّ، إذ تنشأ الاستعارة من إداراك داخليّ عند المبدع، قادر على إقامة علائق ودلالات جديدة مع الموجودات الخارجيّة، تعتمد على الإتحاد والامتزاج لا على المقارنة والتمييز، وتسعى إلى خلق الصورة الفنيّة المتميّزة ن المعبّرة عن رؤية المبدع المتفرّدة في ربط الوجود بالإحساس ( ص93) ومن هذه الزاوية تتحدّد معالم الصورة الشعريّة في النصّ الشعريّ الحديث، إذ تستمدّ عناصر وجودها من ذات الشاعر، فما عادت الصورة الشعريّة من حيث مكوّناتها في علاقة حواريّة مع الواقع والعالم، وفي علاقة تماثل وتشابه، بل أصبحت تسير على درب الإنصات لقيعان الذات بحثا عن الأماكن النائية في الذات، لذلك أطلق أدونيس رائد شعر الحداثة على الصورة الشعريّة صفة ميتافيزيقا الكيان الإنساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق