المشاركات الشائعة

الأحد، 7 يونيو 2020

حكاية الحمار والأسد والذئب

حكاية الحمار والأسد والذئب
والد صديقي الأستاذ محمد بلحوت له حكايات طريفة وفيها من الحكمة ما يشفي ويسدد الرأي وهو يسمى ابن مقفع زنينة لأنه اختار أن يروي الحكمة بلسان الحيوان مثلما فعل ابن مقفع في كليلة ودمنة والفرق أن الأول لا يدون بل يروي وهو محب للسفر والترحال والصيد وزاده الحكاية المشوقة ، ومما رواه لي ابنه سي محمد هذه الحكاية والوالد يحبها كثيرا:

يحكى أن الحمار والأسد والذئب كثيرا ما كانوا يتجولون في الغابة الكثيفة، في إحدى الجولات قال الحمار:
-لقد لقيت أذى كبيرا من الأغصان وزادت الأحراش جسمي جروحا وندوبا..فلنخرج للسهول ونغير الجو..
استحسن الجميع الفكرة وخرجوا من الأدغال وبينما هم يسيرون قرب نهر تتدفق مياهه، قال لهم الأسد سيد الغابة وسيدهم وهو يبتسم خلسة للذئب مشيرا للحمار :
-حدثاني عن أصلكما..
قال الذئب بتفاخر :
-أنا أمي الذئبة وراح يمدح أصله مضيفا ماشاء له..
قال الأسد وهو يضرب في الأرض مرحا:
أنا أبي الأسد سيد الحيوانات وأقواها وقاهرها وأمي اللبؤة..
والتفتا للحمار وفي النفس بسمة تكاد تنفجر وسخرية تكسوا المحيا وأنت يا حمار..
قال الحمار بثقة:
-أخبرني آبائي أن تاريخي وتاريخهم منقوش على الحديد وقد ثبت بالمسامير في الحافر حتى لا يضيع ..من شاء فليقرأه..
قال الأسد آمرا الذئب بعنجهية وتكبر :
-يا ذئب يا خادمي الأمين فلتقرأ لنا تاريخ الحمار ولنعرف أصله..
أحس الذئب بما ينتظره وبخبث وتذلل أجاب الأسد:
-عيب ثم عيب ومهزلة في حقك ياسيدي وولي أمري ..ماذا ستقول الرعية ..الذئب الخادم يقرأ قبل الأسد سيد وملك الغابة..
أحس الأسد بالكبر والتفاخر ومضى يمشي الهيدبى ،رأسه شامخ وخطواته واثقة، بينما كان يحاول قراءة ما كتب على الحافر، ضربه الحمار فألقى به في النهر ..
صرخ الأسد طالبا النجدة من الذئب فأجابه:
-أنا مع المنتصر ولو كان حمارا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق