المشاركات الشائعة

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

الشاعر البدوي والشاعر الشعبي

بين شاعرين
الشاعر البدوي غير الشاعر الشعبي وهذا لاعتبارت كثيرة..
الشاعر البدوي مرتبط بدائرة قد تكون مغلقة؛ فهو شديد الارتباط بالبادية وما يؤثثها من موروث مادي وغير مادي، ومناخ يعتمد على الخيمة والفروسية والرعي ...الخ..
حتى أن قاموسها يعتمد على اللفظة البدوية القحة والذي يعمل على الحفاظ عليها وإحيائها في الكثير من قصائده مما يؤدي إلى التكرار والاجترار في المواضيع وطرق صياغة الشعر من إيقاع موحد ومكرر وشديد الإنضباط لدرجة أن هذا الشاعر لا يتقبل أي إخلال فيما سبق وربما يرفض كل جديد أو تجديد فيما يخص ما ذكرنا آنفا..
بينما الشاعر الشعبي ميال للحداثة ولمناخ شعبي يتسع للجديد وللبساطة ولتنويع الايقاعات مما يجعله أقرب للجميع من خلال اللفظة المتداولة من الجميع والايقاع الخفيف والمتنوع من جمل قصيرة وطويلة وهو بذلك يحاكي واقعه والمعاش اليومي من خلال التطرق بتنوع لمواضيع يموية هي أقرب للإنسان العصري..
لكن تبقلى ذائقة المتلقي هي المعيار وهي ابنة الرفض أو القبول لما ينتجه الشعراء هنا وهناك..ففنون القول تتنوع ولكنها ترتبط بالجواني وقد ينعكس الخارجي عليها فتنتج ما تنتجه رغبة في البوح ولو تعددت الأغراض..

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

لقد أرحت الرؤساء بعدك يا...



«لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر»
فى أحد الأيام كان عمر بن الخطاب يراقب خليفة المؤمنين أبا بكر الصديق فى وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا بكر يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات، ثم ينصرف لبيته وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدرى ما يفعله أبو بكر الصديق داخل هذا البيت. مرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين أبو بكر الصديق يزور هذا البيت، ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبى بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله، حينما دخل عمر فى هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك، كما أنها عمياء العينين، ولم يجد شيئا آخر فى هذا البيت، فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد وأراد أن يعرف ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء؟
سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ «يقصد أبا بكر الصديق».

فأجابت العجوز: والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لى البيت ويكنسه، ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف دون أن يكلمنى. جلس عمر بن الخطاب على ركبتيه واغرورقت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة: لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر.
نقول اليوم:
لقد أرحت الرؤساء من بعدك يا بوتفليقة..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

الخميس، 19 ديسمبر 2019

حميدة الخيراني وحميدة الشراني



مما ذكرني به الفيس بوك:
19/12/2014 كتبت غداه تجديد عهدة الرئيس المخلوع
حميدة الخيراني وحميدة الشراني
كان يا ما كان في قديم الزمان..
سارقان احترفا السرقة ،الأول اسمه إحميده الخيراني والثاني إحميده الشراني..
يطوفان البلدان فيعيثان فيها نهبا وسرقة..
فأما الأول يحب فعل الخير ويعطف على الفقراء والمحتاجين والسائلين، أما الثاني عكسه تماما ؛لا يتوانى في فعل الشر بل يتلذذ به ويخترع أنواعا جديدة في إيذاء الناس بكل طبقاتهم..
قررا يوما أن يذهبا إلى الملكة المجاورة ، فقد سمعا أن أهلها أصحاب ثراء فاحش..لما شارفا على بوابة المدينة رأوا الناس يتجمهرون في الساحة العامة ..
سألا عابرا يهرول للساحة:
- ما الأمر؟
أجابهم أن اليوم يوم انتخابات للملك الجديد والعادة أن يتجمهر الناس ويطلق الملك المنتهية عهدته حمامة والذي تحط على كتفه سيصبح الملك..وتوسل إليهما أن يدعوا الله أن تحط الحمامة عليه حتى يصبح الملك..
نظرا إلى بعضهما نظرة فرح ، وبرقت في العيون إشارة التقط كل منهما سرها..
سأل الشراني صديقه الخيراني:
-ماهو برنامجك لو حطت الحمامة على كتفك؟
أجابه الخيراني:
-سأفعل الخير وانشر العدل وأعمل على راحة الناس..وأنت؟؟
-لا شيء يستهويني غير الشر..سأزيد في الضرائب وأعمل على بناء سجون جديدة ..سأمارس ديكتاتورية لم يروها قط..
أخذ كل منهما مكانه في الساحة ،ولما حانت الساعة أطلقت الحمامة وحلقت فوق الرؤوس ،تسكن الوجوه اللهفة ويسودهم الصمت،وفجأة حطت الحمامة على كتف الشراني وأصبح بقدرة الحمامة الملك الجديد..لم ينس صديقه فعينه نائبا له..
تحولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق ؛ فالضرائب زادت، والأسعار ارتفعت ، والبطالة تفشت والسجون امتلأت..
شكا الناس حالهم للخيراني الذي كان يساعدهم بما استطاع إليه سبيلا..
ولما أخبر الملك أجابه:
-لقد أخبرتك يا صديقي عن برنامجي ولم أكذب عليك ولكن الحمامة تعرف الناس ،لذلك أخبرهم:
-كما تكونون يولى عليكم...........فلو كانوا خيرين لاختارتك الحمامة...



الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

لعب الذر

ظاهرة
لعب الذر
وهو عائد من يوم عمل متعب ومرهق وجدهما يتشاجران..راقبهما من بعيد ..لكمة من هنا ولكمة من هناك..قميص ممزق من هنا وهناك..دم قاني على القمصان..صراخ وسباب..
لم يفهم صراخهما المتداخل بادئ الأمر..وبعد تركيز واقتراب من مسرح الملاكمة أدرك أن سبب المشاجرة هو الانتخابات التي ستجري يوم الخميس القادم..
كما يبدو أحدهما معارض والآخر مؤيد..فرق بينهما بصعوبة وقد ساعده أن الله وهبه بسطة من الجسم والقوة حتى أنه رفع المعارض بيد والمؤيد بيد ،وبدأ يلوح بهما في السماء ثم زأر فيهما :
-كم عمركما؟؟
أجابا معا :
-16 عاما..
ومن شدة غضبه وغيضه رماهما كما يرمي الواحد منا عقب سيجارة..بصق عليهما وهو يصرخ فيهما:
-ما زال ما لحقتوش السن القانونية للإنتخابات وما عندكمش الحق في الانتخاب وراكم دايرين كما هاك..أمالا كي تلحقوا وش يصير...
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

الاثنين، 9 ديسمبر 2019

تكفير صنمي

تكفيرصنمي
أمدنا الله بالعقل كوسيلة للتفكير والتحليل والتقدير وهو كالمصفاة يصفي الأفكار والآراء والمواقف من أجل الخروج بالأفضل..
الشعب الجزائري شعب عاطفي بامتياز؛يفرح بكل جوارحه ، ويحزن بكل جوارحه،ويعارض بكل جوارحه ،ويسانتد بكل جوارحه لدرجه أنه لايقبل أن يرى وهو في بركان فرحه أو غضبه أو معارضته أو مساندته من يخالفه..رغم أن الإختلاف رحمة وليس نقمة.
لذلك يبدو أن تفكيرنا يشبه الصنم الذي لا يتغير وتوجب استعمال العقل من أجل تقبل الآخر في فرحه وحزنه ومساندته ومعارضته وفي لا إنتمائه..
كما توجب النقاش الهادئ والاستماع بهدوء للآخر مهما اختلفت الرؤى وأدوات التواصل..
كعادته يرمي الكلام ويرحل..

السبت، 7 ديسمبر 2019

كثير لصحاب يبقى بلا صاحب



كثير لصحاب يبقى بلا صاحب
مثل كان يردده الراحل أبي على مسمعي وهو يعني أن كثير الأصدقاء يبقى دون صديق أو كما قال علي كرم الله وجهه
ما أكثر الإخوان حين تعدهم=ولكنهم في النائبات قليل
ولما سألت أبي رحمه الله عن المغزى قال لي:
كان ياماكان في سابق العصر والأوان رجل لايملك من الدنيا إلا فتى واحدا يرثه ويرث ماله الكثير، وقد أرقه وأعياه لما له من كثرة الأصحاب؛والصاحب ساحب،ولما جرب معه كل النصائح اهتدى لحيلة،قام لتوه وذبح كبشا حنيذا وغطاه في الخيمة وحين عاد ابنه صرخ به
-يابني لقد قتلت رجلا للتو فاسرع لأصحابك الكثر لإغاثتنا في هذا المصاب الجلل33
اعتلى الابن صحوة جواده يسابق الريح قلقا ،باحثا عن يد المساعدة من أصدقائه الذين يحبهم ويقضي معهم جل أوقاته مهدرا المال والوقت..وبعد انتظار لساعات عاد الابن يجر أذيال الخيبة ،تسكنه آهات الحسرة ؛فالكل رفض مساعدته وأشاح عنه..
هنا تكلم الوالد وقال له:
يابني ماعرفت في دنيا الناس هذه غير صديق واحد ،جارنا الحاج فلان ،أسرع إليه وأخبره بما حل بنا..
وفي لمح البصر كان الصديق-والصديق وقت الضيق- حاضرا يعرض كل أنواع المساعدة..
تبسم الوالد وعانق صديقه ثم التفت لابنه الغر قائلا:
أي بني ..أرأيت الصديق الحقيقي، كثير لصحاب يبقى بلا صاحب؛كثير الأصدقاء يبقى بلا صديق..
وتوجه حيث الجثة وأماط عنها الغطاء ،فظهرت الحقيقة وأمر الوالد بأن تكون وليمة للأهل والجيران ودرسا لابنه لاينساه مدى الحياة..
رحمك الله يا أبي؛لقد عشت صامتا ومت صامتا ورحلت قبل أن استنطق فيك الحكمة والحكايا ...

حديث المدرجات والعقد الثابتة

حديث المدرجات، حديث العقد الثابتة
قال لي :
-يا شيخ علاش ماتلعبش (لماذا لاتلعب كرة القدم؟)..لا أراك إلا متفرجا في المدرجات..
قلت له:
-مانعرفش نلعب البالون..(لا أحسن لعب كرة القدم)
تبسم وبدا عليه أنه لا يصدقني..
قلت مكملا حديثي:
-لو كنت أعرف كرة القدم لما تردد أحد في دعوتي للملعب..
تبسم ثانية دون أن يصدق:
-ربما ماكش طايق تجري يالشيخ مثلهم ..هههههه(ربما أنت لا تملك القدرة على الجري السريع ولقياتهم البدنة)
تمعنت في وجهه وعرفت أنه كان يتابعني في الملاعب يوم كانت الكرة تشغلني حد أنها جلبت لي عداوات ظاهرة وباطنة بقيت كل تلك السنوات التي رحلت مع القرن الماضي..
نسيت أنا كل شيء وبقي (هم) يحملون شيئا في صدورهم لا يتغير ، كما بقي شيء في صدر حسين باشا بطل رواية شيء في صدري لإحسان عبد القدوس؛لأن بندول (رقاس)الزمن عندهم متوقف لا يريد أن يتحرك ولا أن يتغير..
كعادته يرمي الكلام ويرحل

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

من القصص النادرة

مما قرأت:
ٍ(من القصص العربية النادرة) :...يُحكى أنّ رجلاً تزوّج ابنة رجلٍ تقيّ مقابل مهرٍ من البصل... وبعد سنة عندما قرّرت الزوجة... زيارة منزل أهلها مع زوجها وطفلها... ظهرَ سلوك الرجل المُشين....فقد كان لا بدّ أن تعبُر العائلة نهراً لتصل... فحمل الزوج الطفل وترك الزوجته بمفردها... فتعثّرت قدمها وسقطت... وراحت تستنجد بزوجها... فردّ عليها قائلاً "أنقذي نفسك فما ثمنك إلّا كيسٌ من البصل".
عندما أخبَرت والدها طلب الأبّ من الزوج أخذ طفله وعدم العودة إلّا ومعه كيسٌ من الذهب... مرّت الأيام وأصبح الطفل بحاجةٍ إلى أمّه... وفشلت محاولات الرجل بالزواج من امرأة ثانية... نتيجة رفض المجتمع له بسبب فعلته.
راح يعملُ ليل نهار كي يجمع كيساً من الذهب .... واستطاع في نهاية الأمر أن يقدّم الذهب إلى أهل الزوجة. وفي طريق العودة، وعندما أرادت الزوجة أن تعبُر النهر.... قفز مُسرعاً وحملها قائلاً: أنت غالية ومهرُك يقصم الظهر، فقد دفعتُ فيكِ ذهباً، فضحك الأب وقال: "عندما عاملناهُ بأصلنا خان، وعندما عاملناهُ بأصله صان".

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019



📷 مزمور العاشق المتوحد /علي قوادري
هي رسالة منسية خبأتها صفحات كراس قيدمة..أبعثها من جديد..
في الهزيع الأخير من ذاكرة حبٍّ يتنطط من وتين القلب أرقُمُ هذه الرسالة الصباحية.. صباحك يا سيدة القلب ممزوج بأريج دائم الحضور.. صباحك لحن من وتر عود زرياب السادس، يدغدغ ويلامس روح هذا المتوحد بك.. أعانق يا لذيذة الوصف نسيم الوجد وأنا وحيد، ما عاد طيفك يزورني..
أزاحم أحلامي كيما أفيق معانقا بقايا لقاء وشمته قصيدة غجرية حبستها ديواني المشرد بين كتب كثيرة.. منذ متى لم ألامس حسك بحرف نازف من أضلعي؟! ولم أسافر سردا في بساتين شفة قرمزية وهبتني صدق التماهي؟! كفك واحتساء الشاي صورة تعسكر في شراييني حدَّ الثمالة.. في الهزيع الأخير من ذاكرة حبِّنا عاودني ظل حنين كي أستل قلما علاه الصدأ ، وأضاجع بياض أوراقي الراهبات في خزانة غرفتي المطلة على كرمة قاسمتني لواعج الإبحار في لجج مداد أَلِفَ شطآن الحكايا.. سيدة القلب.. حين يشتد بي الرحيل في عيونك، تلاحقني واحة من قصص الرمل ، أخالني ذا الرمة اشتد بي الوجد وسرت صاديا لالتفاتة شقية، لانحناءة من هودج هرّب ساحرتي..
بالمناسبة هل ما زالت الضفيرة والخطوة الرشيقة وخاتم الفضة بقايا تسردنا؟!
أخالني نسمة تسافر عبر سواحل الهائمين، ولونا هاربا من حناء خضبت تلك الأصابع الصغيرة.. عندما ألج تفاصيل الأصيل ينفجر داخلي بركان أشواق مدفونة وأمواج من صبابة موءودة.. وتلك الكف،يا صغيرتي ، كم مرة أمسكتها في دعة ، شاكستني طلاسمها المبعثرة ، حسبتني أحسن قارئ كف ولكن حين ينبض القلب تهرب منا جيوش المعرفة وتتسلل تنهدات تكبلنا مدى الحياة.. سيدة القلب.. قاب يقظة من حلم حملك إلى فراشي كنت أعزف على قيثارة اورفيوس ، بدا أنه يغار من لحني، بدا يلاحق رقصات الأوتار ، يسألني من أين نبتت تلك الألحان الإلهية؟! ..
-أجبت رتلتها لتينك العينين..
تعجب صارخا هل هناك عاشق أكثر مني وأنا من لحقت بحبيبتي حتى عوالم الظلام؟! وقبل أن يتلاشى كان يتوسل أن أعلمه سر دلال الأوتار بين أصابعي.. رحل دون أن أقرأ عليه مزامير عيونك ودهشة وجهك الصبوح، دون أن يلج حدائق هذا القلب المعذب...
ورحلتِ دون أن تسمعي آخر شطحات أشعاري.. سأرش كلماتي بعطر الرياحين ، وأهش بقايا انفعالاتي ، وأختم زفراتي علَّ النوم يحنو على الجفون فيلامس روحي.. لماذا... كلما هربت منك وجدتني راحلا إليك...؟ !


والقصبة والأماكن الكثيرة التي تم فيها التصويرجسدتها وخلدتها براعة المخرج..
كان ابني متأثرا ويبحث عن الشخصيات التي ذُكِرَتْ في النص المقرر في كتابهم ،حيث راح يسألني عن عمر ياسف وعن علي لابوانت ،وهو أول مرة يشاهد ويعرف مامعنى الاستعمار ويلاحظ الفرق الكبير بين تلك الحياة وهذه الحياة التي نعيشها..
ومما سألني عليه:لماذا لايستمعلون الهاتف النقال؟ وهل الأمير عبد القادر كان متخفيا مع علي لابوانت وجماعته؟وأسئلة أخرى ساذجة جعلت صوتي أحيانا يرتفع معلنا غضبا داخليا وأدته وأنا أبذل الجهد الكبير حتى لاأفسد عليه فرحته........
لقد أعادتني هذه المشاهدة لأجواء وطنية كادت تمحي من وجداننا، و سال الدمع رغما عني وما استطعت اخفاؤه على ابني ، فسألني لماذا البكاء يا أبي؟
أجبتني وأنا أشهق:
-هو البكاء عن الوطن ...وطن ضحى من أجله الرجال الأحرار وها هو يضيع منا...
لم يفهم الفتى شيئا مما كنت أقوله،ولم أهتم لأني كنت أحدث نفسي ،وأخاطب صور الشهداء الأحياء والمجاهدين ممن صمتوا بعد حديث السلاح والوطنيين الأحرار ممن همشوا..


الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

بلغ الشعر خمْر الزُّبى
عندما..
عانقتْ كلماتي المعاني،
فتهادى جنون القصيد
وموج الأنا...
عجبا..

أنت والشعر..
جسر من اللحظات،
تسامر سحر الربى..

ما القصيد إذا لمْ..
ينادم حرف النغمْ،
فاتنات المدنْ..
وسؤال العدمْ.
هو بلا شهقةٍ..
عندما لايجوب الرؤى..
تعبا...



الأحد، 13 أكتوبر 2019


بوصلة التعامل
هناك من يحب ويكره من خلال أحاديث الآخرين؛هناك من يبني صوره النمطية من خلال مايراه الآخرون ،وهناك تبعية لاواعية تؤسس أفكارا قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة. ومما علمتنيه الحياة أن أبني أفكاري ورؤاي من خلال تجربتي وروافدي الأخلاقية والفكرية ، والأهم أن أتلامس مع سرائر الناس ، فكثير من المظاهر في تجلياتها الاجتماعية والفكرية والتعاملاتية هي تمثيل في تمثيل ، وكثير ممن نعرفهم أو نلتقيهم هم من زمرة"صديق من حضر عدو من غاب"..والكثيرون يهرولون محملين بأفكارهم المسبقة والمعبأة في أذهانهم ولا يمكن مطلقا فك شيفرات أو ترددات هذه الأفكار ، فتبقى هي بوصلة تعاملهم معك ومع بقية المجتمع..

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

افعلوا كما فعل الشيخ عطاء رحمه الله
ذكرتني الوجوه التي تقدمت بطلب ترشحها للرئاسيات وأجوبتها بالشيخ عطالله رحمه الله..
ولمن لا يعرف الشيخ فهو الفنان بن بوزيد أحمد الذي اختار طريق الفكاهة من أجل تفجير موهبته، تعذب كثيرا وعرقل في بداياته ثم فتح الله علية فأصبح مشهورا ومطلوبا في تنشيط الحفلات الكبيرة ،وقد انتقد الكثير من الممارسات بأسلوب كوميدي ،كما تميز بلباسه التقليدي وبلهجته المحلية النائلية وما جاورها وبخيمته التي تعاقب عليها شعراء الملحون في وطننا على مدار رمضان وكان له طموح كبير أن تكون هذه الخيمة عربية وتخرج خارج الوطن لتزور الدول العربية..
تذكرت المرحوم وأن أسمع بعض إجابات المترشحين ؛ ففي فترة خاض فيها المرحوم تجربة انتخابية من أجل الظفر بمقعد نائم على حسب تعبيره وهو نائب في البرمة أي البرلمان، وفي حملته بين دوائر وبلديات ولايته الجلفة ، كان يدخل بلباسه التقليدي يحمل كيسا وهو يقول جئت أتوسل الأصوات وحين يسألونه لماذا ترشحت؟ يجيب بأسلوبه الكومودي:
باش ناكل..باش نعمر الشكارة..
هذا الوضوح جعل الناس تعطيه أصواتهم وهم يضحكون ولا يتفكرون غير كلماته الواضحة وضوح الشمس ، لا لبس ولا غموض ولا تورية..
لو أن المترشحين وهم من المعروفين يقولون الحقيقة ربما تعاطف معهم الشعب ؛الحقيقة أن أكثرهم ترشحوا ليقبضوا حق كونهم أرانب ومن أجل قبض الثمن تحت الطاولة وفي غرف مظلمة لكنهم أمام أضواء الكاميرات يوهموننا أنه اختيارهم وأنهم هم المنقذون..
نعم الدستور يكفل حق الترشح ولكل مواطن جزائري توفرت فيه الشروط له الحق في الترشح ولكن لا نريد الأرانب التي تقبض الثمن ولا يهمها من الأمر غير قبض الثمن....

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

حكايات أولاد حارتنا
صدفة وجدهم يتحدثون عنه،فشاركهم فيما يفعلون،ولما انفضوا من حوله وافرنقعوا،تذكر وتنبه أنهم كانوا يتحدثون عنه..
الغريب أنهم رووا حكايات غريبة عنه ،لم يسمع بها قبل ولم يفعلها قبل..
تبسم في داخله وقال لنفسه:
عجبا هذا أنا وقد صدقت ما كانوا يقولونه عني زورا وبهتانا ،فماذا عن الآخرين؟
هي حكايات أولاد حارتنا ولكنها ليس رواية نجيب محفوظ........

الخميس، 3 أكتوبر 2019


في انتظار غودو
لما انتهت مسرحية في انتظار غودو، حمل الصحافي قلمه وراح يسأل المشاهدين من هو غودو؟
أجاب الفلاح هو انتظار المطر كي يكون الموسم خيرا..
وقال الموظف هو انتظار الراتب كي أسدد فواتيري ..
قال موظف قديم :بل هو انتظار التقاعد كي ارتاح وأجوب الدنيا..
قال شاب بطال هو انتظار وظيفة كي أتزوج..
قالت امرأة متزوجة منذ زمن هو انتظار طفل يملأ حياتي وزوجي..
قال شاعر مغمور وحالم: هو القصيدة التي لم يكتبها أحد قبلي..
قال سياسي جرب كل الأحزاب:هو عهدة واحدة في البرلمان..
وصرخ أطفال في الشارع :هو اللعب ثم اللعب..
كتب في آخر مقاله تعدد غودو والانتظار واحد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسرحية في انتظار غودو لصموئيل بيكيت.. عبثية الوجود وفوضوية الواقع. (أياد خضير) المسرحية تدور حول شخصيات معدمة ، مهمشة ، ومنعزلة تنتظر شخصاً يدعى (غودو) ...

السبت، 7 سبتمبر 2019

حكاية أحمد جالخ الناب/من التراث الشعبي الشفوي
نقلها الأستاذ علي قوادري
يحكى أن رجلا يسمى أحمد جالخ الناب سكن إحدى البوادي بين قبيلة من البدو،اعطاه الله بسطة في الجسم والمال ،فكان مهابا قويا ما تعارك مع شخص من قبيلته إلا صرعه ،فاشتهر بالبأس والقوة والجبروت..
ومن شدة استعباده وظلمه لبني جلدته أنه كان يرسل زوجته للبئر الوحيدة كي تسقى ماءها ، وكان يطل عليهم من أعلى هضبة، متى وصلت لا أحد يجرؤ فينظر إليها إنما يهب الجميع فيسقونها ويملؤون دلاءها بالماء فتمضي دون تعطل وفي رهبة لا أحد يهمس بكلمة..
في يوم من الأيام مر عابر سبيل على البئر ، فقام يتوضأ وبينما هو على هذه الحالة فإذا بزوجة جالخ الناب تأتي بحمارها تروم سقيا كعادتها..
لمحها عابر السبيل فغض الطرف ثم لمح زوجها في أعلى التلة ، ولما دنت انتظرت حتى يهم ويسقي لها كما جرت عادة قوم قبيلتها..واصل الضيف وضوءه وهو لا يلتفت إليها..صرخت في وجهه آمرة:
-هههي أنت قم واسق زوجة سيدك..
نظر إليها مستغربا لهجتهتا ووقاحتها ورد عليها :
-لا سيد عندي غير الله..
صرخت مجددا وهي تشير بيدها نحو التله:
-ويحك سيدك أحمد جالخ الناب ولو نزل لفعل بك ما فعل بغيرك...
رد عليها ببرود :
-اذهبي يا أمة الله لا سيد لي ولا أخاف إلا من الله..
عادت الزوجة تجر حمارها وخيبتها ولما وصلت زوجها أخبرته بما حدث..
قال لها عودي إليه وقولي له إن أحمد جالخ الناب يخبرك:
-راهْ يجيكْ نهار الطَّشْ والرَّشْ نهار تِطْيارْ الشَّواشي ، أنا أحمد جالخ الناب ما كانش اللِّي يطِيقلي من الغاشي..
عادت الزوجة إلى الضيف وأخبرته ،فرد في برود أن اخبريه:
-راكْ تجِي في ثِنِي محْذُوفْ ومَصْڨُوف في جوفه ٍڨْطاره يِرْفِدِك ويرْفد أحمد جالخ الناب ويزيد الثالثة قرارة..
عادت الزوجة تحمل الرد ،ولما سمعه زوجها أمرها أن تعود إلى البيت..نزل فواجه الضيف ،سلم عليه مادا يده القوية، ولما أمسك به حاول أن يرفعه فوجد مقاومة ، وأدرك ساعتئذ ما قصد الضيف بجوابه وأنه أمام رجل قوي لا يهاب الخصم..
سأله:
-ألم تسمع بأحمد جالخ الناب ؟!!!!
أجابه عابر السبيل نافيا..
قال له جالخ الناب:
-هذه أول مرة أصادف رجلا شجاعا ..انظر كل هذه المضارب مشير ا لقبيلته تخافني وتهابني،هناك من هزمته وهناك من ظلمته والأكثرية يهابونني خوفا ومذلة ويتزلفون إلي ليلا ونهارا ، وزدت في ذلتهم أن كنت أرسل زوجتي من أجل السقي وويل لمن يتجرأ أن يرفع عينه نحوها أو يرفض أن يسقي لها الماء بينما كنت أجلس في أعلى الهضبة متمتعا..واليوم أرسل الله لي رجلا شجاعا ..اليوم أنت ضيفي ..
وسار به نحو خيمته فذبح وأولم ضيفه وكانت ليلة مسامرة بين شجاعين وعند الصباح غادر الضيف متابعا مسيرته وقبل أن يرحل وعده أحمد جالخ الناب أنه لن يظلم أحدا اليوم وسيكون نصير المظلومين ..
وعاش شاكرا لأنعم الله خاصة نعمة القوة والمال ،ينصر المظلوم كلما استأجره ، ونصير الفقراء يساعدهم من حر ماله...
ومازال في الذاكرة الشعبية الكثير من القصص...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالخ من جلخ ولها أصل في الفصحى
زراعة مختلفة
الفكرة كالشجرة الطيبة ؛أكلها طيب وثمارها طيبة وظلالها وارفة وعطاؤها جديد ومتجدد دون حدود ..
هناك أفكار كالنباتات البرية أو كالمنّ لاتحتاج إلى سقي ورعاية وعناية ومتابعة ،وهناك أفكار تحتاج لمن يحضنها ويجعلها تكبر وتترعرع حتى تأتي أكلها ..
الفرق بيننا وبين الغرب أن الأخير تنافست فيه الأفكار، ووجدت الحاضنة ،فأنتجت مجتمعا قويا ومتحضرا ،أما نحن كلما نبتت شجرة وأورقت وازينت بتلاتها وتراقصت زهراتها تكالب عليها المنشار والفأس، ونفش الحساد ترابها ..
حين تُيَتَّمُ الأفكار،وتقتلع من جذورها ، ويحارب زارعوها تغدو الحياة قاحلة جرداء، يتنافس فيها الخواء وتضيع بين عواصفها الأجيال..
منا الأفكار ومنكم الحاضنة والمبادرة.......