اعتذار لعشرين شاعرة عربية شعر : محمد جربوعة- شاعر جزائري مقيم بدمشق
عشرون شاعرةً
تحدّثُ نفسها
في الصمت إن جاء المساءْ
عشرون شاعرةً
تنقّبُ في دواويني
عن الأسرارِ
تنسج بالأماني
في المعاني
ما تشاءْ
عشرونَ فاتنةً
توضّحُ في الرسائل أمرَها بترددٍ
وتعود تطعمها لنيران المواقدِ
في مساءات الشتاءْ
هذي تقولُ : " يحبني..
لكنه مترددٌ.."
أخرى تقول لنفسها:
" رئتاه تشهق من فضاءاتي الهواءْ ".
أخرى من الصومال قالت تدّعي:
"قد كان يلقي شِعرهُ
لم ينتزع عينيه من وجهي أنا
نسيَ الحضورَ جميعَهُ
لكنني أطرقتُ مِن فرط الحياءْ "
عشرون شاعرةً
وقلبكَ يا محمدُ فارغٌ
كالطفلِ
تأخذه الفراشات التي في طرفها حوَرٌ
لهول الاشتهاءْ
عشرون شاعرةً
تمزّقها الشياطين التي لا تهتدي
في ألف وسوسةٍ
لتدّعيَ النبوة بالهراءْ
ما ذا جنيتُ؟
بربكنّ أجبْـنني
أوكلما جاءت مراهقةٌ
تجرّبُ حظها من شاعرٍ
ذقتُ المرارة والبلاءْ ؟
أوكلما
كتبَتْ تخادع نفسها (نجديةٌ)
أني قصدتُ عيونها بقصيدة نونيةٍ
غارت من النونات في شِعري النساءْ ؟
أوكلما ثارت تمزّق صورتي (مصريةٌ)
قالت نساءٌ في المدينةِ:
" ويحها كشفتهُ مِن ألِف لِياءْ" ؟
أوكلما قلتُ: " الشآمُ "
تقول لي (شاميةُ):
" مَن في دمشقكَ غيرنا بين الظباءْ "؟
أوكلّما هزّت (طرابلس) الجميلةُ نحونا منديلَها
وتبسّمتْ
قالت لنا سمراءُ تركب ناقةً:
" غَنوا لنا..
لجِمالنا
بعض الحداءْ "..
قلنا اعذرينا إننا
صرنا نخافُ
- وعندنا أعذارنا-
ممن يبيع ترابه للأشقياءْ
أوكلما مالت ببيروت النديةِ وردةٌ
أنا لم أقلْ شقراءُ تحمل وردةً
وتكلمتْ عنا بأنا غارقونَ
بشبر ماءْ
.....؟
أوكلما قلتُ الخليجُ..
خليجنا العربيُّ
ألقتْ في المنامةِ..
أو بمسقطَ..
أو دبيٍّ..
ربةُ الخلخالِ للأرض الحذاءْ
وتكسّرت بين (المُسيقى) والغناءْ
أوكلما في المغرب العربيِّ
أطلِقُ طلقةً شِعريةً
مِن خدرها المحروس تهمس ظبيةٌ لصديقةٍ
أني أصبتُ جبينها متعمدا
والأمر ساءْ
أوكلما ألقي قصيدةَ دمعةٍ
عسليةُ العينينِ
يقتلها البكاءْ
أوكلما لونتُ عمّان الرهيبةَ حائطا
وضممتُها
صنعتْ بعجلونَ الصبايا قصةً
وشكوْنَني لشيوخها
وهدمنَ بالرسم البناءْ
أوكلما مرتْ بتونسَ نسمةٌ مِن حيّـنا
قالت تذوِّب حزنَها (قفصيةٌ):
" طبعا له أسرارهُ
لكنها مكشوفةٌ لذكيّةٍ مثلي
سيأتي اليومُ ..
... آخذُ ما أشاءْ "
أوكلما قلنا: " العراقُ...
وكهرمانةُ جنّنـتْـنا"
أقبلتْ أنثى تشقّ رداءها
وتقول ظلما إنني غازلتُها
وفضحتُها بين الحرائر والإماءْ ؟
أوكلما (قَطَريةٌ)
قرأتْ قصيدتيَ الأخيرةَ
أرسلت فستانها لحبيبتي
لا وقت عندي في الحياةِ
لسُمرةٍ (سيليّةِ)
بالطين تمتحنُ الضياءْ
أوكلّما ..
أوكلّما ..
أوكلّما ..
إني تعبتُ من احتمالاتِ الظنونِ
ودحرجات القلبِ في طُرُق العناءْ
إني تعبتُ..
من الشكوكِ
ومن تفاسير القصيدةِ
من شروح الماء بالماءِ
احتياطا للإناءْ
والذنب في كل الحقيقة ذنبهنّ
أنا أبرّئ ساحتي
إني أبرّئُ ساحتي
إني أبرّئ ساحتي
مِن (ربّمات) الأدعياءْ
فالقلب قلبي دائما
والذئب في كل الحكاية ذئبهنَّ
وفي القميص أكفهنّ
على الدماءْ
أنا في ذهولْ
أمر تضيع به العقولْ
أنا في ذهولْ
يا سيداتي ..
كلكنّ شواعرٌ
وجمالكنّ مصوّر بطريقة فتانةٍ
لكنني متخوّفٌ
من طعنةٍ (عربيةٍ
وأصيلةٍ) مثل الخيولْ
لا لا تقلنَ إذا سمحتنَّ
التطاعن في العروبة مستحيلْ
فأنا رأيت بني العمومةِ
قد أباحوا عينَ زرقاء اليمامةِ
قبل هذا للدخيلْ
وأنا رأيتُ..
أنا رأيتُ...
أنا رأيتُ..
يشيب في الحقل الفَراشُ إذا ذكرتُ
تشيبُ زهرات الحقولْ
ولذا سأحفظ بنصري من خاتمٍ
لجميلة عربيةٍ
لا تعرف العينان فيها ما تقولْ
لكنني
أحتاط للأضلاعِ
من طعْنات مظهرها الجميلْ
نشر في الموقع بتاريخ : الأربعاء 23 شوال 1432هـ الموافق لـ : 2011-09-21
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق