أولاد حومتنا
كعادة أولاد حومتنا لما يجتمعون تتعدد أحاديثهم ونقاشاتهم وربما تعلو أصواتهم وصيحاتهم ويشتد عنادهم ولكنها عادة ألفناها فلم نعد نهتم لها..
أكثر ما يشد انتباه أولاد حومتنا مواضيع الساعة التي تفرزها السلطة وتصلهم عن طريق الإعلام بجميع وسائلها..
أحب أن أجالسهم جاسا نبض الشارع والمجتمع ككل من خلالهم..هذه المرة كان الطبق الرئيسي حول الانتخابات التشريعية القادمة في شهر جوان وكان الحوار متنوعا وشيقا..
بدأه أحدهم بقوله:
-يجب الاتفاق على شخص واحد يخدم الحومة..
وافقه الثاني قائلا:
-تعدد القوائم سيفرق الأصوات ويقضي على فرصة وصول أحد أبناء الحومة..
قال آخر:
-لكن يجب اختيار الأقدر والعارف بمداخل ومخارج السياسة ولغتها..
كان الحوار هذه المرة هادئا يحمل إجماعا غير معلن كما كانت النية حاضرة ووجهة النظر تنم عن تجذر وعي حاكته التجارب ورسمته المراحل السابقة..
كنت سعيدا بهذه الجلسة ولكن بدت لي أمورا خفية لم تعلن في هذه المقدمة ؛فالكثيرون يرون أن هذا المنصب لايقدم ولا يؤخر وإنما هو خدمة لصاحبه وفقط..
بالإضافة إلى أن حومتنا كلما جاء موسم الانتخاب هاجر الناس إلى أضيق الزوايا وانبعث فيهم صوت القبيلة وهو يردد :حمارنا ولا عود الناس..
لكنني أرى أن نجاح فرد من أولاد حومتنا هو جميل خلافا لكل ما يراه المتشائمون ؛على الأقل سيستثمر راتبه في الحومة وينتفع به تجار المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق