المشاركات الشائعة

الأربعاء، 21 أبريل 2021

 

مما ذكرني به الفيس بوك
رحم الله الشاعر الكبير عز الدين مناصرة
22 April 2017 at 16:01 ·
أرسلتْ لي داليةً 00 وحجارةً كريمة
مَنْ لم يعرفْ جفرا 000 فليدفن رأْسَهْ
من لم يعشق جفرا 000 فليشنق نَفْسَهْ
فليشرب كأس السُمِّ العاري يذوي , يهوي 000 ويموتْ
جفرا جاءت لزيارة بيروت ْ
هل قتلوا جفرا عند الحاجز, هل صلبوها في تابوت ؟؟ !!
للشاعر الفلسطيني الكبير عز الدين مناصرة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت للتو مقالا في مجلة العهدة الثقافية المميزة يتحدث عن جفرا التي ألهمت التراث الفلسطيني وحقيقة الحب التي ترسخت من خلال الزجل والغناء وجفرا الشهيدة حبيبة الشاعر التي قتلتها طائرة اسرائيلية ،وهي نفسها قصيدة مشهورة للشاعر عز الدين المناصرة
يعود الفضل للشاعر نفسه في ايصال جفرا التراث والشهيدة للعالمية ونشر قصتهما من خلال البحث عن أصل الأولى وكتابة الثانية التي غناها الفنانون العرب كمرسيل خليفة لتأخذها بعدها الأسطوري..
ولكن مالم يذكره المقال أن انتشار قصة سعيد وحيزية ووصولها للعالمية كان كذلك بفضل الشاعر المميز الفلسطيني المناصرة من خلال قصيدته المشهورة عن حيزية وهو الذي درس بالجزائر وسمع قصيد الشاعر الشعبي بن قيطون والتي غناها مطربون كبار كخليفي أحمد ورابح درياسة
عزوني يا ملاح في رايس لبنات
سكنت تحت اللحود ناري مقدية
قلبي سافر مع ضامر حيزية
قلبي سافر مع اللي رحلت من الدنيا
يا حسراه على قبيل كنا في تاويل
كي نوار العطيل شاو النقضية
ما شفنا من دلال كي ضي الخيال
راحت جدي الغزال بالزهد علية
واذا تمشي قبال تسلب العقال
اختي ضي النجال راشدة النية..
لتبقى جفرا وحيزية المراة الحبيبة رمزا للوفاء والحب والشعر والوطن وترسو على جدار الذاكرة أسطورة خالدة يعاود سردها الجيل بعد الجيل..
جاء في مقال دنيا الرأي
حيزية .. المرأة التي تحولت إلى قصيدتين بجنسيتين في أشعار الجزائري "بن قيطون" والفلسطيني "المناصرة"..
تاريخ النشر : 2011-11-15
بقلم : خالدة مختار بوريجي
جاء المناصرة إذن بمجموعة شعرية للمناصرة عام عن دار الكرمل بعمان عام 1990 عنوانها "حيزية عاشقة من رذاذ الغابات"، بها تسع قصائد.. تميزت بينها قصيدة "حيزية عاشقة من رذاذ الغابات" بأن ملأها صاحبها بالعناصر الحياتية الكثيفة، جاء فيها:
أحسد الواحة الدموية هذا المساء
أحسد الأصدقاء
أحسد المتفرج والطاولات العتاق الإماء
الأكف التي صفقت راعفة
القوارير أحسدها
والخلاخيل ذاهبة آيبة
أحسد العاصفة
في حنايا الفضاء
ويقول: أحسد الخمر منسابة وعراجينها في ارتخاء
وابن قيطون أحسده عاشقا
طاف في زرعها
وسطيف: حقول الشعير" الأعالي،
ينابيعها
أحسد الخشب الصدفي الذي لامسته أصابعها

الأحد، 18 أبريل 2021

المقامة التقشفية

 علي قوادري

المقامة التقشفية
الجمعة، 18 ديسمبر 2015
حدثنا شيخنا سردون يوما قال:
وأنا في السوق الاسبوعية ،أنظر في البرنوس والقشبية ،سمعت تاجرا يتحدث عن السياسة التقشفية للجمهورية الجزائرية وعن صاحبها الداهية وعن ماقالته عنه الجرائد الحالية..
نظرت طويلا للبطاطا والكثير من الجمهور حولها أحاط، فتحت جيبي أعد بعض الدنانير وأنا حزين من أجل الفقاقير..
مشيت أجس في النبض وأحاديث البعض للبعض ،فمنهم من يعرض ومنهم يطعن في العرض،قال تاجر الأواني مسرعا في بعض ثواني:
-نحن عندنا البترول والغاز ولكننا لانعرف كيف نحل الألغاز ،فانظر بعد فرز الاصوات فرزا ،هل تسمع للمنتخبين ركزا ومضى يبتسم غمزا ورمزا..
وقال تاجر الخضروات :
-ماذا أقول عن حياتي ،بكاء وبرد مأساتي،وكل شيء تغير للأسوءِ فاتركني من هذا النبأِ ،يقولون نتقشف ،نعم نحن الشعب نتعفف ولكنهم أصحاب الكروش والعيون والعروش، يأكلون ويأكلون ونحن لا نأكل إلا في الكعبوش..
ورحت أشد بصوت عالي الزفرات كي يسمعني الذاهب والآتي:
تقشّفْ تعفّفْ شعيب بلادي=فهذا رئيسي برأسي ينادي
وهذا مصير اقتصاد ٍ تلاشى=وتبذير مالٍ سرى لللأعادي
نطق المعتوه بن الرابعة وقد شارفت الساعة على السابعة:
-غيرنا يعيش في متعة ونحن نعيش في مسغبة وهم في قصور مشيدة وكباش معيدة وموائد مرتبة، نتقشف من أجل عيون الكبار يمتطوننا كيفما شاءوا مثل الحمار ، معذرة يا حضار ياسمار فإني راحل وغائب عن الأنظار..
تبسم الجمع ممن نضم للمجلس وقال شخص جميل الملبس:
- الدينار في انهيار في الجزائر قبلة الأحرار وعلينا الاختيار العمل العمل أو البوار..
صفقت مجموعة ممن ألفوا المساندة في حماسة ظنا منهم أنها انتخابات والرجل يخطب وهو في حملة من حملات السياسة..
علق عمي المخطار شاعر البدو والأمصار:
ارواح نخبرك اليوم ماذا صار=اتقشفنا ماعدنا غنيا في لوطان
قالوا طاحت بينا وطاح الدينار=زيروا رانا فقرنا عقب ازمان
تحدث وزير الثقافة وجرائد الصح آفا أن الخزينة تعاني الجفاف، والنائم في البرلمان صائم يا اخوان يرفع الأيدي دون اسئذان..والسيدة سوناطراك لاحس ولاحراك ، فبعد أن كان شكيب الحبيب يغني أهواكَ أهواكَ ياحاسي مسعود سأرحل ولن أعود..تنهدت وأنا اسمع من المقهى عبد الحليم الذي أهوى يغني موعود موعود..
كثر الحديث واللغط والهرج والمرج، حتى سقط من سقط والكل يتمنى الفرج،وخرجنا نسأل الله العافية والستر والبركة الصافية وندعوا لأوليائنا بالمنفعة والطاعة فالصبر كما ذكر صبر ساعة ،والوطن يبنيه الجميع والورد يأتي به الربيع ، والأزمة تلد الهمة والعلم ينفع الأمة وينزع عنا الغمة ،والصلاة على طه الرسول وعلى الأنبياء والبقاء للأوفياء والشنار للأشقياء ..
..
وفي طريقي خارجا من السوق، تكلمت مع طالب الحقوق عن قانون المالية والسياسة الخارجية والقضية السورية والمالية والفلسطينية فقال لي :
-مازلت نية ،دع عقلك يرتاح وتخلص من الكلام المباح تذهب عنك الأمراض وترتاح..وصرخ الدرويش السعدي خلفي هذا كل ماعندي،سأعود في الصيف ..فما أفقت إلا وحل الظلام وهاتفي يرن وفيه كلام وكلام..
قال شاعرنا يودعني:
مطول ليلي مطول همي عياني=هذي مدة وانا في شدة نقاسي
سكنِّي وسواس شين ياتشطاني=الراس شاب وزاد ني وسواسي
اتقشف شِعري وماعاد جاني=نسكت خير لا انعود امباصي
خرجت مسرعا خفيف الظل فإذا بصوت ينادي ياخلي ، التفت وأنا أحضن القادما وسرنا يحلمني واحمله منادما ، يخبرني عن مضارب القبيلة وعن عشب الخميلة وحكايا غرام قديمة الوقع تلاشت مسافرة بلا نقع..فأنشدته مدندنا بقصيدة فصحى تحمل حنان وجرحا:
يا سامري في الليالي=وخِلَّ لَيْل الغرام
شاخ الرجا يا خليلي=ضاع الهوى في الزحام
كنتَ الحبيب أناجي=كنتَ القريب أسامي
طوبى لمن بات عُمرا=ينام دون اهتمام
لمن سأشكو سقامي؟=وكيف لي بالفطام؟
يا غافرا يا إلهي= ادعوك قبل الحِمام
على الحبيب صلاتي=رسول ربِّ الأنام
والسلام ختام ..

الاثنين، 12 أبريل 2021

 مما قرأت اليوم وأنا أردد من لم يمت بالسيف..إنها مأساة شعب يبكي شبابا في مقتبل العمر..مأساة الطائرة العسكرية الجزائرية في مطار بوفاريك..

في حضرة الموت!
الجمعة ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦، بقلم فاروق مواسي
ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيره
تعدّدت الأسباب والموت واحد
هذا البيت لابن نُباتةَ السعْدي (938- 1015م) أحد شعراء بلاط سيف الدولة، ولمن لا يعرف فهناك شاعر آخر هو ابن نُباتة المصري (1278- 1366م).
يروي ابن خَلِّكان في وفَيَات الأعيان (مادة: ابن نباتة الشاعر) عن شهرة هذا البيت، فيقول:
حكى ابن نباتة أنه كان يومًا قائلاً من الحرّ في دهليز بيته، فدقّ عليه رجل، فقال: مَن؟ قال: رجل من أهل المشرق، فقال: ما حاجتك؟ فقال: أأنت القائل:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الأسباب والداء واحد
فقال له: نعم، فذهب.
فلما كان آخر النهار دُقَّ عليه الباب، فقال: مَن؟
قال: رجل من تاهرت في المغرب. فقال: ما حاجتك؟
فقال الرجل: أأنت القائل:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والداء واحد
فقال له: نعم.
فتعجب ابن نباتة كيف وصل هذا البيت إلى المشرق والمغرب.
عدت إلى ترجمة ابن نباتة السعدي فوجدت القصيدة وفيها البيتان:
ويصطدم الجمعان والنقع ثائر
فيسلم مقدام ويهلك حائد
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والداء واحد
كلمة (الداء) وليس (الموت) هي التي وجدتها في عجز البيت، وذلك في جميع المصادر القديمة التي طالعتها.
ثم إني وجدت الكثير من الأشعار التي تختم فيها بالشطر:
"ومن لم يمت بالسيف مات بغيره"، وهذا يدل على سيرورته، على نحو:
بروحي مكفوف اللواحظ لم يدع *** سبيلاً إلى صبّ يفوز بخيره
سوالفه تغني الورى ختل طرفه *** ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
لا مشاحة أن الموت حق وحتم، ففي الذكر الحكيم: كل نفسٍ ذائقةُ الموت- الأنبياء ، 35.
و "كل مَن عليها فانٍ" – الرحمن، 26... وثمة آيات أخرى كثيرة.
من الشعر الجاهلي أقتطف في هذا المعنى قول طرَفة:
لعمرُكَ إن الموتَ ما أخطأ الفتى
لكالطِّولِ المُرخى وثِنياه في اليد
(الطِّول هو الحبل، فعندما يشد الحبل يقبض الروح، ولا يعرف أحد منا متى الأجل).
يقول أمية بن أبي الصلت:
ومن لم يمتْ عبطةً يمت هرمًا
للموت كأسٌ والمرء ذائقُها
(العبطة الموت في الشباب).
ويقول لبيد:
وما المالُ والأهلونّ إلا ودائعٌ
ولا بدَّ يومًا أن تُردّ الودائعُ
ومن الشعراء المخضرمين اشتهر بيت كعب بن زهير:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يومًا على آلةٍ حدباءَ محمول
(الآلة الحدباء هي النعش).
نصل إلى المتنبي الذي يقول:
نحن بنو الموتى فما بالنا
نعاف ما لا بد من شربه
وفي مكان آخر:
يدفّن بعضنا بعضًا ويمشي
أواخرنا على هام الأوالي
وما أكثر ما قيل الموت شعرًا ونثرًا، ومن أحب أن يقرأ كتابًا في ذلك فعليه بكتاب:
"أروع ما قيل في الموت" من إعداد إميل ناصف.
غير أني سأقف على خطأ شائع طالما سمعناه يتردد على الألسنة ظانين أن الاستشهاد فيه هو آية.
والجملة المقولة هي: "وجعلنا لكل منيّة سببا"!
الجملة بالطبع قريبة من المعنى في بيت ابن نباتة السعدي، ولكنها ليست آية مطلقًا.
أظن أن سبب الخطأ قد يعود إلى آية أخرى تتحدث عن ذي القرنين، إذ لها بعض المشترك لفظًا:
وآتيناه من كل شيء سببا- الكهف، 84
سأختم بطريفة ولكنها لطيفة:
نُقش على قبر الشاعر الألماني هينه بيتان من الشعر نظمهما الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
أيها الزائر قبري
أتل ما خُط أمامَكْ
ها هنا فاعلم عظامي
ليتها كانت عظامَك
لما سئل الكاتب أنيس منصور:
"وأنت ماذا تكتب على قبرك؟"
أجاب: "عاش ونام ليلة واحدة، واستجاب الله لدعائه فأمات أمه قبله، حتى لا تتعذب من بعده، وكانت حياته حول ألف سؤال، لم يتلق إجابة إلا عن واحد منها"!
أرأيتم هذه القفلة التي تلقى الجواب فيها؟ هل عرفتموها؟
يبقى السؤال:
هل من الضروري أن يطلب المرء أن يُكتب على قبره؟
Taha Dahou

السبت، 10 أبريل 2021

أولاد حومتنا

 أولاد حومتنا

كعادة أولاد حومتنا لما يجتمعون تتعدد أحاديثهم ونقاشاتهم وربما تعلو أصواتهم وصيحاتهم ويشتد عنادهم ولكنها عادة ألفناها فلم نعد نهتم لها..
أكثر ما يشد انتباه أولاد حومتنا مواضيع الساعة التي تفرزها السلطة وتصلهم عن طريق الإعلام بجميع وسائلها..
أحب أن أجالسهم جاسا نبض الشارع والمجتمع ككل من خلالهم..هذه المرة كان الطبق الرئيسي حول الانتخابات التشريعية القادمة في شهر جوان وكان الحوار متنوعا وشيقا..
بدأه أحدهم بقوله:
-يجب الاتفاق على شخص واحد يخدم الحومة..
وافقه الثاني قائلا:
-تعدد القوائم سيفرق الأصوات ويقضي على فرصة وصول أحد أبناء الحومة..
قال آخر:
-لكن يجب اختيار الأقدر والعارف بمداخل ومخارج السياسة ولغتها..
كان الحوار هذه المرة هادئا يحمل إجماعا غير معلن كما كانت النية حاضرة ووجهة النظر تنم عن تجذر وعي حاكته التجارب ورسمته المراحل السابقة..
كنت سعيدا بهذه الجلسة ولكن بدت لي أمورا خفية لم تعلن في هذه المقدمة ؛فالكثيرون يرون أن هذا المنصب لايقدم ولا يؤخر وإنما هو خدمة لصاحبه وفقط..
بالإضافة إلى أن حومتنا كلما جاء موسم الانتخاب هاجر الناس إلى أضيق الزوايا وانبعث فيهم صوت القبيلة وهو يردد :حمارنا ولا عود الناس..
لكنني أرى أن نجاح فرد من أولاد حومتنا هو جميل خلافا لكل ما يراه المتشائمون ؛على الأقل سيستثمر راتبه في الحومة وينتفع به تجار المدينة.