نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
هو ذا الاسلام...
الاسلام حضارة وبناء وتقدم ولم يكن أبدا ركودا وارهابا
وتقهقهرا.. وبإدراك الغرب الجيد لمغزى ورسالة الاسلام ودورها -خاصة
اللوبي اليهودي-خلقوا مايسمى القاعدة وداعش من أجل تشوية الاسلام الذي ذكره المفكرون
الغربيون قبل المسلمين من أجل غاية واحدة خوفهم الخفي من اكتساح الاسلام الحقيقي
قلوب وعقول الغرب ومحاولتهم بذلك خلق مايسمى بفوبيا الاسلام ومن ثم العداء لكل
ماهو مسلم لأن الصورة النمطية التي رسمها الاعلام الموجه هي التي تبقى راسخة في
ذهن الاوروبي او الامريكي الذي لايعرف
جوهر الدين الاسلامي وكلما ذكر الاسم ظهر له ذلك الداعشي الملثم وهو يذبح بسيف أو
يقطع الرؤوس أو يدمر في متحف لم أثر الشعوب القديمة..
الاسلام ليس إسلام الطائفة ولا اسلام الحزب ولا اسلام
الحركة ؛ الاسلام اسلام محمد بن عبد الله الرسول الأمي الذي
اجتباه الله ليكون آخر الرسل والأنبياء ،والاسلام اسلام الصديق أبوبكر الذي صدق
وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وآمن برسالته وحين توفته المنية خرج برباطة جأش
وايمان وهو يصرخ في الناس،من كان يؤمن بمحمد فمحمد قد مات ومن كان يؤمن بالله
فالله حي لايموت،الاسلام اسلام علي بن أبي طالب ذاك الصبي الذي بقي في فراش الرسول
صلى الله عليه وسلم والسيوف تنتظر متعطشة لسفك الدم حتى يضيع بين القبائل،والاسلام
اسلام خديجة بنت خويلد زوج الرسول صلى الله عليها وسلم حين جاءها يرتتعد وهو يصرخ:
* زملوني زملوني
فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت
خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم،
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن
أسد - ابن عم خديجة- وكان امرأ تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع
من ابن أخيك. فقال لها: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر
ما رأى (أي في الغار). فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني
فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أو
مخرجي هم؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك
نصرا مؤزرا). ولنسمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم كيف كانت زوجته خديجة في نصرته
ونصرة دين الله قال صلى الله عليه وسلم: (آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني
الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس). (فكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما
جاء به فخفف الله بذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لا يسمع شيئا يكرهه من
الرد عليه فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس)*. واسلام عمر بن الخطاب
الذي كان ينوي قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فأصبح مسلما وخرج على الكفار وهو
يحمل سيفه ويشهر بهجرته واسلام عثمان وهو يضحي بنفسه وماله ..
هذا هو الاسلام ؛ اسلام
الصحابة رضوان الله عليهم ،واسلام العبد بلال بن رباح وزيد والفارسي والرومي
واللأنصار حين صدقوا واقتسموا اموالهم وأملاكهم وهو الاسلام الذي بقي يسكن القلوب
قرونا حتى أصبح عقيدة لاتزحزها فكرة ولا معتقد،ولنا في فرنسا مثال حين حاولت
محاربته في أرض الشهداء أرض الجزائر فما زحزحت ذات الايمان قيد أنملة ولا تمكنت
منه رغم الجهل والأمية..
لن تقوم لنا قائمة ما لم نعد للجوهر
ونتخلى عن المعلبات الجاهزة لسلع كلها تناحر وتفتت وتفرق،ولن تقوم لنا قائمة مالم
نعد لقول رسول الله صلى الله عليه في خطبة الوداع تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا،
كتاب الله ..رواية في صحيح مسلم وابن ماجه وأبو داود....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق