المشاركات الشائعة

الجمعة، 12 ديسمبر 2014




نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري

مشكلة هوية
يمر الشعب الجزائري  بمرحلة فراغ هوياتي فهو مهزوز الهوية يعيش حالة من الاستلاب وحالة من التبعية تتميز مظاهرها في أشكال عدة:
اجتماعية/
 يتجه المجتمع الجزائري نحو الحداثة وهو متمسك بتقاليده فضاع الارث وضاعت التقاليد ولم نجد للحداثة غير قشور واهية كبيت العنكبوت أدت لتهديم القيمة الأسرية والهيئة التي تميز بها أجدادنا فأضحت الفردية والمادية مظهرا من المظاهر التي مسحت المسحة القديمة للمجتمع حيث يكون الجارأو من في الشارع هو المربي وهو الموجه بالإضافة لانقراض القيم التعاونية أو ماكانت تسمى التويزة  وهي أساس للجمع لا للتفريق..
لغويا/
الجزائر بلد تنوع لغوي وكل منطقة لها لهجتها ومع مرور الوقت أصبحت هذه اللهجة  سبب انغلاق لا انفتاح على الآخر وسرَّعَتْ بصراعات بين أبناء المنطقة الواحدة وعلى المستوى الوطني هناك صراع لغوي /هوياتي بين العربية والأمازيغية والفرنسية  بفئويتاهم ومعسكراتهم ورغم عدم بروزها للواجهة إلا أنها تكبر كمشكل لابد من معالجة قريبا..
دينيا/
قد يبدو الاسلام دين الدولة وهذا أمر مفروغ منه ولكن مؤخرا ظهرت أقلية انتسبت للمسيحية وهي تتحرك بطريقتها من أجل الانتشار والتوسع  بينما على المستوى الاسلامي كان المجتمع الجزائري مسلما بالفطرة وله طرقه الصوفية ومذهبه المالكي السني ولكن مؤخرا ظهرت مجموعات تكتلية أخرى كالسلفية والتي فيها الوهابية التي تستقطب الكثير من الأتباع وهناك الاخوان كما أن هناك حسب احصائيات الدولة انتشار للشيعة وتمدد ولو أنه لايتدعى بعض المناطق مما أحدث انشطارا في المجتمع المتماسك والبسيط  فجدت أشياء كثيرة كقضية الملابس والاصطدام بين الطرقية والوهابية والسنة والشيعة رغم أن الجزائري تعايش عبر التاريخ مع الاباضي والفاطمي ...
سياسيا/
لم يكن الجزائري فيما سبق يهتم بالسياسة لأن النظام بحزبه الواحد كان يفعل ما يشاء وبعد أحداث اكتوبر انفتح على ما يسمى بالديموقراطية فأصبح الكل يخوض فيها واستطاع السياسيون بدهائهم وبمكرهم استقطاب الدهماء لحملاتهم ومعاركهم الانتخابية التي لا خاسر فيها غير الدهماء..هذا الانفتاح بدوره خلق تصادما وفجر نوعا من الممارسات الجديدة حيث عادت القبلية والجهوية بأبشع صورها وخلقت تنافرا كبيرا بين جهات وفئات الوطن الواحد...
الهوية بعد ثقافي سياسي عقائدي لغوي يجمع ولا يفرق فهل سيبحث الجزائري يوما عم يجمعه مع  اخوته في الوطن ؟وهل سيبتعدون عن الحساسيات التي تبعدهم وتشردهم وتفرقهم؟؟؟ هناك نقاط كثيرة تجمعنا ونقاط تفرقنا ولكن لا مشكل دون حل والحوار هو الحل ..علينا اختيار تمظهرات هويتنا والتأسيس لها من أجل جيل قادم ومن أجل وطن واحد ومصير واحد فهاهي أمريكا مزيجا من كل أجناس البشر ولكنهم صنعوا أمة وهوية وهاهي الهند  وهاهي الصين....
نعم حدَّدَ الدستور هويتنا ولكن الواقع الاجتماعي بعيد جدا ففكر السياسي هدام والاسلام مالم يؤخذ من نبع واحد صِدام واللغة إن لم تصنع شعبا موحدا أوهام والمجتم إن لم يلتقي ويجتمع على فكرة الخير والحب عليه السلام...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق