بين زمنين
وراثة
من_طرائف إبن الجوزي -رحمه الله -
كانت لابن الجوزي زوجة يقال لها نسيم الصّبا وكان يحبها جدا. وكانت تحضر دروسه وحلقه في المسجد.
فحصل بينه وبينها خصام غضبت على اثره وغادرت إلى بيت أهلها ..
ولكنها ظلت تتردد على حلقة درسه في المسجد. لأن الخلافات الخاصة في نظرها لا دخل لها في تعلم العلم.
وكان هو يُسرّ من حضورها ،ويرجو لو تجلس قريبا من منصته بحيث يراها وهي تستمع إليه
وحضرت الدرس مرة، وجلست قريبا من منصته لكن امرأتين سمينتين جلستا أمامها فسدّتا ما بينه وبينها من فضاء ولم يستطع رؤيتها ..فتمثل حينها ببيت شعر لمجنون بني عامر :
ألا جبَلَيْ نعمانَ بالله خلّياَ
نسيم الصّبا يحمل إليَّ نسيمها
فأدركتا قصد الشيخ وفهمتا عنه مراده فتزحزحتا...
فهبّ عليه نسيم من نسيم الصّبا .وعادت هي من يومها لبيته راضية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحضرني هذه الأبيات الشعرية للشاعر الشعبي الشيخ السماتي والتي غناها الراحل خليفي أحمد ونجد تماهيا كبيرا وتشابها كبيرا في الصورة ليبقى الشاعر العربي يحمل حنين وأشواق ووجد وصور جده الشاعر الذي سبقه بأجيال وعصور:
اتْـحَــوَّلْ يا كــافْ كَــرْدادة وارْحَـلْ .. دَرَقْتْ عْلينا الجْبَال الطّوايَــة.
دُونْ غْزالي ما لْقِيتْ اْمْنِينْ اُنْطُلْ .. غيْمك طاحْ رْواقْ خبَّلْتْ اسْدايا
يا شامْـــخْ لَـطْوادْ خايْفْ لا نُخْتُلْ .. في وَطْنكْ وانْعُــودْ للنَّاس اشْفَايَا
يالها من صورة للحنين وللوجد وياله من تصوير لجبل تغنى به الكثيرون،وياله من طلب من شاعر عاشق يترجى جبلا أن يتحول من مكانه حتى يتسنى له رؤية المحبوبة وكأنه مجرد ستار كما في خشبة المسرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق