الانتخابات ومعركة البقاء
مما تذكرته وأنا أتابع الانتخابات البرلمانية وقد انتهت،حادثة طريفة ولكن لها اسقاطاتها ومدلولاته السيكولوجية والسوسيولوجية على مجتمعنا..
لي خال رحمه الله مجاهد اغويني نائلي وشديد الاعتزاز بانتمائه هذا ووفي لكل ما يمت بصلة ل:اغويني /نائلي..
ترشح الكورونيل أحمد بن شريف رحمه الله كبير اولاد نايل وبرنوس العرش كما كان يطلق عليه في رئاسيات في تسعينيات القرن الماضي قد تبدو ديمقراطية ولكن كعادة النظام يكون الرئيس معروف وما الشوشة الانتخابية إلا مسرحية ، وأهم ما يبحث عنه النظام وقتئذ رفع نسبة المشاركة من أجل خلق شرعية يعترف بها الرأي العالمي ..
دعاني خالي رحمه الله للعشاء مع بعض الأقارب وكان الهدف هو حملة انتخابية لمرشح القبيلة ومما أذكره أنني حاولت أن أقنع المرحوم أن مرشحه لن يتعد صيته عتبة الولاية وأن هذه الانتخابات لعبة وووووو
ولكنه أصر واستشاط غضبا فصمت مكرها لأنه يعاني مرض السكري وأن قناعته ثابتة ولا يمكن زحزحتها..
الدرس:
يعتقد الكثير من الشباب خاصة من رواد الفيس بوك أن أحزابا عتيدة كالآفلان يمكن أن تزول بسهولة وهذا خطأ لأن قاعدته ثابتة من جيل كبير السن تربى على اسم واحد وحزب واحد يراه هو الدولة وهو النظام..
كما يرى الكثيرون أن أحزابا بمجرد مشاركتها في اللعبة السياسة يمكنها أن تخسر وأقصد هنا حماس؛فحماس من الأحزاب الوحيدة التي بقيت قاعدتها ثابتة بل زادت بانتماء شباب جديد وكلهم قناعة واعتقاد راسخ أن لا ولاء إلا للحزب..إنه الانضباط الحزبي..
وهذا لعمري هو العمل السياسي والبناء السياسي ؛فالمعركة ليست الفوز في انتخابات عابرة إنما هي معركة البقاء والتوسع والتمكن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق