عند الخضار
التقيته اليوم عند خضار قريب كنت انوي شراء بعض الخضراوات للبيت ورغم غلاء الأسعار فقد كانت الجلسة مميزة..
أمسك بي حتى تسمرت في مكاني وراح يحدثني في أمور كثيرة ؛ عن غلاء المعيشة وعن تعقد الحياة عكس ما كانت عليه سابقا ولكنه أكد لي أن الاحتفال بعام العرب (السنة الأمازيغية عندنا اخواننا الأمازيغ)الآن أحسن فقديما كانت تتبعها أمور أقرب للشعوذة ،ورغم زيادة المصاريف حاليا ولكن الجزائري يحن للزمن الجميل فالعام الزراعي أو الناير هو بمثابة فاتحة خير ولابد أن تكون المائدة مميزة حتى يمنحنا الله عام بركات وعاما من زرع وضرع..
ثم أمسكني ثانية وأنا أهم بالرحيل قائلا:
ماتبقاش مخبلة راها تسلك وماتتفر قا في اللي دار العيب
ماتغرس حتى تزرب ماتصحب حتى تجرب ماتضرب حتى تقرب
ولوح بعصاه عاليا لينهال علي بضربات على الكتف ولكنها خفيفة..واستدرك حتى لا أهرب منه:
كان هناك قائد من القياد في عهد الاحتلال جهة الغرب وقد منَّ الله عليه بأراض شاسعات ومزارع كبيرة وحين مرض حمله أولاده نحو مدينته الأم والتفت وهو يغادر أملاكه قائلا لذريته:
اغرس ودلّي وابني وعلّي وامش وخليّ...
كلنا سنترك هذا السراب ..ثم خرج واثقا أنه غرس المعنى ونثر الحكمة وثبت رسالة لا يدركها إلا مجرب..
كنت أريد أن ابقيه لفترة أطول لكنه اختار أن يرحل واخترت أنا أن أوثق الحكاية حتى لاتضيعها ذاكرتي الضعيفة التي ضيعت وأضاعت الكثير...
ع/ق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق