ملائكة لكن شياطين
حدثني بحسرة وبأسى غير مخفي:
كان شهر رمضان وما أدراك ما رمضان وكنت شاهدا وقد جلب زوجته في حالة حرجة، وبعد الفحص قيل له أنها تحتاج لعملية من أجل إستئصال الزائدة..
رأيت في وجهه التعب والحيرة وتفاصيل الصيام المتعب..كنت سأكلمه ولكنه رأى ممرضا زميلا ،هب إليه كمن وجد المنقذ..كانا يعرفان بعضهما جيدا..سمعته يوصيه بزوجته ؛ ففي البيت ترك عيالا صغارا، وعليه أن يذهب ويحضر طعام الإفطار بنفسه فهو مقطوع من شجرة..
طمأنه الممرض الزميل ،وقال له نحن في شهر الرحمة ،اذهب وفي بطنك بطيخة ونم لا تحمل هما..
وبما أني أعرف ذاك الممرض ،وبما أني كنت مكلفا بالجناح وبالمرضى ،كان علي أن أبقى ..
لما أذن المؤذن معلنا صلاة المغرب ودق جرس الإفطار ،جاءني الزميل مسرعا وقال لي :
اذهب وافطر ولا تكل هما..
خرجت ولما خطوت بعض الخطوات عدت أراقبه فإذا به يتسسل كأي سارق وجبان ونذل حيث غرفة المريضة التي أوصاه بها زوجه..واسترقت السمع وراء الباب فإذا به يقول لها مغازلا وهي بين آهات الوجع وشحوب الوجه:
-الآن عرفت من أين أتت ابنتك وابنك بهذا الجمال..
عندها اقتحمت الباب ،فغير الحديث وهو يقول لها :
-أجلب لك ماء للوضوء وسجادة من أجل الصلاة..
جذبته وأنا أصرخ في وجهه القبيح:
-تقبل الله منكم إمامنا ..أتمنى أن لا أرى وجهك في هذا الجناح...
وعندما عاد الرجل الطيب في الغد همست له لاتأمننا أحدا..فلسنا كلنا ملائكة..هناك شياطين شوهتنا..
وختم:
- إيه ياصديقي يده في القصعة وعينه في الخدعة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق