حبيب من حضر وعدو من غاب
شاءت وزارة التربية أن نحرس شهادة البكالوريا في مدينة مجاورة تبعد عنا ب 50 كلم،وصبيحة اليوم الموعود ،صعدت رفقة مجموعة من الزملاء الحافلة لنلتحق بمراكزنا،ولما نزلنا دفعت بمبلغ مالي لصاحب الحافلة ولما أعاد لي الباقي وجدته قد أخذ مبلغ الذاهب إلى مقر الولاية أي 100 كلم..
سألته وأنا أقول في نفسي ربما هو مجرد سهو،فإذا به يجيب بكل ثقة أن أكثر من النصف ينزلون هنا ،لذلك كان الثمن هكذا..
دخلت معه في نقاش،وإذا بالمجموعة التي معي يقولون لي لايهم دعنا نذهب سنتأخر..وأحد الزملاء جذبني من ذراعي وقال لي في حضرة السائق :
-ماعليهش عادي جدا..
مشينا قليلا مبتعدين ،فإذا بالذي جذبني يقول لي:
-يجب أن نكتب فيه لمديرية النقل..
فاستدرت إليه ،مستشيطا غضبا ،وعيني ترمي لهبا ، وصوتي يصرخ عتبا، وقلبي ينبض عجبا..:
-قبل دقائق لما كنت أحتج،جذبتني وقلت ما قلت أمام السائق والآن في ظهره تغير حديثك..
اتفوه عقلية حبيب من حضر وعدو من غاب..
وتركته ولولا رباطة جأش لكان بيننا عراك وضرب وشتم وشب ...