المشاركات الشائعة

الجمعة، 26 يونيو 2015


نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
الصوم مدرسة
قد يكون رمضان نقطة تحول في حياتنا الدنيا لو فهمنا مغزاه وتشبعنا بأخلاقياته التي دعا إليها الاسلام من خلال القرآن والسنة..وبقليل من العقل والتمعن قد نصل للمغزى العظيم في اكتساب سيرة اسلامية ومنظومة أخلاقية وسلوكية..
الصوم يعلمنا الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والتهجد ، ويحثنا على التعاون والزكاة والالتفات للفقراء الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ، وهم أولى بالبحث والتنقيب عنهم فربما هم أقرب منا في السكنى ..والصوم هو رسالة أخلاقية متكاملة ، نجد فيها التربية الذاتية وهي بوابة الجماعة من خلال المسجد والمجتمع والحي والمدينة والوطن ومن خلال التقويم الذاتي وكمثال بسيط قد يستغل المدخن الشهر الفضيل في الاقلاع نهائيا على العادة السيئة ..
نتعلم عادات كثيرة في رمضان ، كالاقلاع عن التدخين ، والعودة لشعائر الصلاة وقراءة القرآن وقيام الليل..نتعلم ترك اللهو والكلام الفاحش "لارفث ولا فسوق"، ونتعلم الصوم عن أذى الآخرين ، ونتعلم التفكير في الآخر من حولنا ، ونتلامس في يومياتنا مع الخالق رهبا ورغبا بكل أشكال التقرب..
هناك من يتخذ من رمضان محطة للأكل والاسراف في التبذير وينسى أن هذا الشهر الفضيل هو محطة للتوبة ولتصحيح الأخطاء والارتقاء بالعمل الديني الذي هو أساس بناء المجتمع الاسلامي المتكامل..
يرحل رمضان ويعود ولكن الكثيرين رحلوا دون عودة ، لذلك توجب علينا استغلال الشهر والاستفادة من كل ثانية في العبادة والتأمل وفوق هذا-وهو الأهم- أن نكتسب عادات وسلوكات صحيحة وراقية ونابعة من شريعتنا تصاحبنا طيلة العام ولم لا طيلة العمر كله، لأن الصوم مدرسة تعلمنا وتجدد معرفتنا للدين الصحيح الذي ينعكس من خلال مايقدمه الفرد تجاه الآخر ، كالمجتمع والوطن والأمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق