المشاركات الشائعة

السبت، 11 أبريل 2015




نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
الدين تحرر وانعتاق..
مذ عرفته وهو هو لم يتغير، يصوم الاثنين والخميس والأيام البيض  ويداوم على صلاة الفجر والعشاء، نقيَّ الثوب، عصريَّ المظهر، بهيَّ الطلعة ،حسن الخُلِقِ ، يساهم في أعمال المساجد ماديا ومعنويا وحتى جسديا كالبناء والتنظيف..يمارس حياته بكل أريحية ،يلعب معنا الكرة بحماس ويحب أن يفوز ، يغضب أحيانا ويدخل مشاحنات ولكنه لايتفوه بما يغضب الآخر، يشاركنا نقاشاتنا حول السياسة والأدب والفن ويرقص معنا في الأعراس ويرفع يده بالدعاء معنا وله حساب في ال الفيسبوك والتويتر ويدخل غرف الدردشة في السكايب ..
صديقي حجَّ مرة واعتمر مرتين ويقول أنه سيعاود الاعتمار إذا تيسر حاله ،زار عدة مدن في وطننا القارة كما زار مدنا عربية وأخرى غربية..حامدا لأنعم الله وواسع الصدر ،يبتسم للجميع ولكن لا يجالس من يستهزئ بالدين والقرآن ..صديقي يحب النكت ويكره الخوض في أعراض أو أقوال وأفعال الآخرين ويكره كل أشكال الانتماء الطائفي والحزبي ويمارس حقوقه المدنية حيث ينتخب عن من يراه مناسبا  ويناضل بطرق من أجل حقوق المواطنين ،فتراه يقف في وقفات احتجاجية ويراسل المسئولين ويقعد معهم شارحا ومطالبا وكثيرا مايقول دعوكم من النقد السلبي والكلام الجانبي وأحاديث الشوارع والمقاهي والغرف المغلقة ومارسوا معارضتكم في الميدان ..وفوق هذا هو عامل نزيه لايتأثر برشوة ولا بقهوة..
سألته يوما ونحن نجلس في المقهى بعد لقاء صباحيٍّ
كيف تستطيع أن تكون متدينا وتعيش حياتك بطمأنينة وثقة؟..
نادى النادل وأعطاه حق مشروباتنا حتى لا أحلف كما جرت العادة وأسابق للدفع..مبتسما وممتلئا ثقة أجابني بصوته الهادئ :
شوف خويا علي... الاسلام تحرر واندماج وتفاعل وتواصل ، عندما نفهمه نفهم حقوقنا وواجباتنا وتزول كل العقد ..الاسلام دين يجعلك ديموقراطيا تمارس حياتك المدنية بالمفهوم الغربي العلماني ، ويجعلك كائنا اجتماعيا من بداية النهار حين تصلي الفجر في جماعة تلتقي بالناس تحييهم ويحيونك وقد تتجاذب معهم الأحاديث..تتنفس الحياة كما يتنفس الصبح ، وتمارس شعائرك التي هي صلة بينك وبين الخالق فيُيَسِّرُ لك أمورك ويجعل الحياة أجمل وأروع وتستحق أن نعيشها في كنف دين حنيف كله رأفة ورحمة وتربية للنفس وللفرد..المهم باختصار ان لانغضب الله..فالاسلام تحرر وحرية وحياة..نحتاج سبر كنهه ممارسة وتفكُّرا..
صافحته مودعا وبداخل نور قويُّ وفهْمٌ جديد للاسلام ولعلاقتنا بالله وبالانسان وبالحياة..الالتزام لايعني أبدا تزمُّتًا وعُقدا..الالتزام كما أخبرني صديقي هو الاستئناس بالقرآن قراءة وتدبرا وممارسة شعائر الدين بروح فرحة ومرحة وبانشراح في الصدر يجعلك فردا فاعلا ومتفاعلا مع مجتمعك داخل المنظومة السياسية والاجتماعية واللغوية والتقاليدية والفكرية للوطن ككل ومع الانسانية في أقصى ابعادها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق