عندما دخلت المدرسة
مازال اليوم الأول لي في المدرسة عالقا بذاكرتي التي امحى منها الكثير من الذكريات..
كنت رفقة أبي رحمه الله وكان أبي يعطيني اصبعه الصغير( الخنصر) فأمسك به وكنت سعيدا جدا وكان لا يتوقف ونحن نمشي عن مداعبة يدي الصغيرة بأصابع اليد الباقية.
ما زلت أذكر كيف كان سعيدا وكنت سعيدا لأنه يأخذني إلى المدرسة ولا أعرف شيئا عن البقية غير أني بجانب أبي نتجه إلى ذلك المبنى وهو الذي لايتحرك من دكانه إلا نادرا أو في أوقات الصلاة..
كل شيء كان عاديا حتى دخلنا البوابة وسلمني إلى المدير بعد حديث قصير ثم رأيته يشيعنا وأنا أتوق أن أخرج من هذا الصف وألحق به ..لم أكن مثل ابن الجيران الذي انفجر بكاء ولحق بوالده..
رأيت فرحة مختلفة في عيني والدي وكأنه يقول لي :
-أحسنت يا بطل
وبالعامية كان كلما نفذت أمرا من أوامره يقول لي بابتسامة نادرا ما يراها الغير:
-صحيت يا ربح البيت ..صحيت ياسبع الحليات ..تعيش وتربي الريش وتروح لمكة وماتجيش..
وانصرف يغمرني فرح وفخر بكلمات والدي الحاج عبد القادر رحمه الله وجعل قبره نورا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق