كان النقاش على أشده في ذلك المجمع الذي جمع بين أطياف من ساكنة مدينتي ؛ففيهم الشاب والكهل والشيخ والفتى وكل من عرش من عروش المدينة..
السؤال الأهم كان حول أوضاع المدينة وقاطرة التنمية وركودها..
-ماذا ينقص مدينتنا حتى تتحرك وتنتعش وتواكب ركب التنمية؟
كنت صامتا ومتمتعا بالنقاش المتشعب رغم أن البعض كان يحتد أحيانا فيعلو صوته ويتحمس فتزداد حركات جسمه حتى أنك تحسبه على وشك أن يتعارك مع مناقشه..
-وأنت يا شيخ وش رأيك؟
صمت كثيرا وخجلا منهم أخرجت الجواب وما خلصت إليه من خلال تجربة امتدت لثلاث عقود من التأمل فقلت :
-ينقصها الحمار والعود يختفون باش الناس ماتلهاش تقارن ويناه اللي خير حمارنا ولا عود الناس..كي يروح هذون الحيوانات في زوج الناس تتول للبلاد ويخدموا..
صمتنا جميعا وكل منا سبح في بركة من هموم شخصية وأفكار داخلية ومشاعر متلاطمة لا يفسرها غير الخالق سبحانه وتعالى..