بين شاعرين
الشاعر البدوي غير الشاعر الشعبي وهذا لاعتبارت كثيرة..
الشاعر البدوي مرتبط بدائرة قد تكون مغلقة؛ فهو شديد الارتباط بالبادية وما يؤثثها من موروث مادي وغير مادي، ومناخ يعتمد على الخيمة والفروسية والرعي ...الخ..
حتى أن قاموسها يعتمد على اللفظة البدوية القحة والذي يعمل على الحفاظ عليها وإحيائها في الكثير من قصائده مما يؤدي إلى التكرار والاجترار في المواضيع وطرق صياغة الشعر من إيقاع موحد ومكرر وشديد الإنضباط لدرجة أن هذا الشاعر لا يتقبل أي إخلال فيما سبق وربما يرفض كل جديد أو تجديد فيما يخص ما ذكرنا آنفا..
بينما الشاعر الشعبي ميال للحداثة ولمناخ شعبي يتسع للجديد وللبساطة ولتنويع الايقاعات مما يجعله أقرب للجميع من خلال اللفظة المتداولة من الجميع والايقاع الخفيف والمتنوع من جمل قصيرة وطويلة وهو بذلك يحاكي واقعه والمعاش اليومي من خلال التطرق بتنوع لمواضيع يومية هي أقرب للإنسان العصري..
لكن تبقى ذائقة المتلقي هي المعيار وهي ابنة الرفض أو القبول لما ينتجه الشعراء هنا وهناك..ففنون القول تتنوع ولكنها ترتبط بالجواني وقد ينعكس الخارجي عليها فتنتج ما تنتجه رغبة في البوح ولو تعددت الأغراض..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق