والسلام علي يوم ولدت
مما رواه لي بعض قدماء مدينة الجلفة:أن الشيخ سي عطية رحمه الله مفتي ديار أولاد نايل والذي درس في زاوية زنينة أنه كان إذا أقبلت رأس السنة الميلادية وأعياد ميلاد المسيح يسارع إلى صديقه الأب دي فيلاري المعروف بعبدالرحمان فيهنئه ،وبالمقابل كان دي فيلاري يفعل نفس الشيء في أعياد المسلمين ومناسباتهم..إنه التسامح وتعايش الأديان ببساطة الخلق والفعل والقول..
والأب دي فيلاري هو من المبشرين البيض الذي استقر بالمنطقة وقد ألف كتابا مهما يوثق لتاريخ المنطقة وعاداتها ،وقد بوبه بطريقة أكاديمية جميلة ،حملت تاريخ المنطقة من القدم حتى بعد الإستقلال ،وقد وضع ملحقا جميع فيه الروايات الشفوية لبعض الأساطير التي تتحدث عن كرامات الشيوخ والمرابطين والتي قد تصل حد الخرافة لأن مخيال القبيلة صدقها وتوراثها وربما حرف الكرامة من عمل بسيط فألبسه لبوس الخرافة ، نفس الكتاب تمت ترجمته مؤخرا ،للأسف نسيت صاحب الترجمة ربما كنت محظوظا لأني املك نسخة عن التي كتبها دي فيلاري بالآلة الراقنة وفيها بعض التصحيح بخط يده..
ومما يذكر لفيلاري أنه عمل على تجميع الكثير من التحف الخاصة بالمنطقة وكان صاحب فتح المتحف الولائي..
ومع فترة التسعينيات والانفتاح الديمقراطي والسياسي والعشرية السوداء تم مهامجمته وتهديده وكان يسمي بعدو الرحمان مما جعله يرحل إلى بلده فرنسا ويتوفى هناك ،تاركا كتابه عن المنطقة ومتحفه وبيته القريب من الخزينة العامة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق