بين نخلة ( صقر قريش ) , وشجرة العامري أحمد بن القبّي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت هذين البيتين في صفحة وقائع وأعلام , وفضلاء كرام
يا شجرة جيتي غريبة في ذ البر .. وراني نخزر فيك ديما غضبانة
ما عندك لا جال (1) لا حد معاشر .. وش حدّك في ذ البلاد العريانة
...
يصف فيها الشاعر شجرة غريبة تعيش في منأى من الأرض ..
فقفزت أبيات عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) من ذاكرتي وقد ضاع أكثرها فسارعت للشيخ غوغل أعيد تشكيلها..))
يحاور صقر قريش نخلة غريبة نبتت في بلاد الأندلس كان يرى فيها الحنين لموطنه الأصلي الشام , وهو الذي فرّ ليعيد خلافة آبائه الأمويين في الأندلس..يقول الشاعر:
تبدَّتْ لنا وسْطَ الرُّصافة نخلةٌ
تناءتْ بأرضِ الغرب عن بلد النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنوى
وطولِ الـتَّنائي عن بَنِيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبةٌ
فمثلُكِ في الإقصاءِ والمُنْتأى مثلي
سقتكِ غوادي المُزْن من صَوبها الذي
يسِحُّ ويستمري السِّماكَين بالوَبل
المتمعن في قول الشاعر الأموي والشاعر الحديث أن تيمة الغربة تحضر بقوة من خلال النخلة والشجرة . وهذا حال الشعراء منذ القدم ؛يشكون أحوالهم للجماد الذي يربطهم من خلال بيئة قاسية قد يكون فيها كشف الجواني للآخر نوع من الضعف لذلك كانت الشكوى للطلل والشجر والفيفاء هي أهم مصادر البوح ..
يقول شاعرنا أحمد بن القبي في هذا الشطر :
يا شجرة جيتي غريبة في ذ البر
لنرى أن صقر قريش سيقه بالقول في شطر من أبياته قائلا:
نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبةٌ
لنرى ذا التشابه بين الكلمات:
جيتي =نشأت
غريبة=غريبة
في ذي البر= بأرض
ياشجرة==أنت
هكذا يبقى الشاعر الحديث صدى لجده الذي تلاشى منذ قرون ولو كتب بلغة شعبية وخرج عن أوزان الفصحى ..
ـــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق