معارك دونكوشوتية
معاركنا كثيرة ومتعددة ، ولكل معركته الخاصة والتي جند لها فكره ووقته وحياته فأصبح أسير هذه المعركة ومسيج الحركات وردات الفعل..
هناك من يرى أن معركته مع البارصا وآخر مع الريال..
هناك من يرى معركته مع الاخوان وآخر مع الوهابية وآخر مع العلمانية وآخر مع الشيعة وآخر مع نظام عربي بعينه..
هناك من يرى معركته مع أبناء قبيلة أخرى أو مع جار أو مع مسؤول أو مع زميل ..
هناك من يرى معركته مع المبدع وصاحب مهنته وهناك من يرى معركته مع صفحة على الفيس بوك أو مع صاحب محل أو مع صاحب شهادة أو مع موظف وهناك من يرى معركته مع الفقر..
كلها معارك تشحن الأنفس وتنبت البغضاء فتولد ردات فعل كثيرة ومختلفة وأهمها الحقد والنميمة و....
تبدأ معاركنا من العائلة وتستمر في الشارع وفي المدينة وتتوسع للجهة والمذهب والحزب والطائفة والوظيفة والسياسة والرياضة والثقافة والتقاليد واللغة والهوية والاثنية ..
هي معارك إما بلغنا من العمر نضجا أدركنا أننا كنا مجرد دونكيشوتات نركب حصانا هزيلا ونحمل منسأة تأكلها دابة السنين دون شعور منا ونكر ونفر على طواحين هوائية نحسبها العدو وهي مجرد وهم لا يدلنا عليها إلا تآكل المنسأة..
لعل دونكيشوت سيرفانتس أشجع منا لأنه خرج معلنا حربه وخائضا معاركه عكسنا نحن ، بقيت معاركنا داخلية ،مضمرة وثابتة لا تتغير رغم تغير الدهر والمكان والانسان والحيوان والنبات وسقوط دول وأنظمة وتطور وسائل التكنولوجيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق