قمت بزيارة صديق لي بمدينة الجلفة بمناسبة وليمة الإعذار؛ ختان ابنه..
قضيت الليلة عنده نتجاذب أطراف الحديث ، نقفز من موضوع إلى موضوع حتى أشار لي إلى أحد المدعوين الذي كان إلى جانبي في المجموعة نحيط بالكسكسي ،قلت له
-مابه يبدو إنسانا واعيا ومثقفا؟
-كان في سابق العهد على رأس بلدية الجلفة ومما حكاه لي شخصيا أنه كان يملك هاتفين لا يتوقفان عن الرنين ، ولا مرة طيلة عهدته تناول وجبة في بيته من كثرة ما يفيض عليه الناس بالضيافة المتكررة ، ويوم العيد يتوافد عليه المهنئون فلا يكاد يرتاح..
سألته وأنا كل شغف لأعرف ماذا حدث ،فمن عادة صديقي أن يصمت ويرد على الهاتف لأنه صاحب منصب و هاتفه كل دقيقة يرن بالجديد وبمتصل:
-اكمل يارعاك الله لقد شوقتني..
-ولما انتهت عهدته ما عاد أحد يطرق بابه ،ولا يرن هاتفه، ولا أحد يقله بسيارته كسابق العهد ،ولا أحد يدعوه لأي من ولائم العرب المعروفة ..
أسماء الولائم عند العرب :
إن الولائم عشرة مع واحد .. من عدهّا قد عز في أقرانه
فالخرس عند نفاسها وعقيقة .. للطفل والإعذار عند ختانه
ولحفظ قرآن وآداب لقد .. قالوا الحذاق لحذقه وبيانه
ثم الإملاك لعقده و وليمة .. في عرسه فاحرص على إعلانه
وكذاك مأدبة بلا سبب ترى .. ووكيرة بنائه لمكانه
ونقيعة لقدومه و وضيمة .. لمصيبته وتكون من جيرانه
الخرس : ما يصنع من طعام بمناسبة وضع المولود .
الحذاق : الطعام بمناسبة حفظ الولد للقرآن .
الإملاك : هو الطعام المعمول بمناسبة عقد الزواج .
االوليمة : هو الطعام المقدم يوم العرس.
لمأدبة : ما يصنع بلا سبب للخلان والأحباب .
الوضيمة : ما يصنع لأهل الميت في الأيام الثلاثة .
الإعذار : ما يصنع بمناسبة الختان .
الوكيرة : ما يصنع بمناسبة السكن أو البناء الجديد .
العقيقة : ما تُصنع بمناسبة قدوم مولود على التفصيل المعروف
والنقيعة : ما يصنع بمناسبة القادم من سفر