نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري
وإن الله يبسط الرزق لمن يشاء.....
لا شك أن في السفر فوائد جمة ،ومن بينها أنك تلتقي بأشخاص فتتبادلون
الحكايات وفيها من الحكم مافيها ومما حصل لي ذات يوم وأنا مسافر أن كهلا حكى لي
مايلي وهي حكاية واقعية حدثت في أواخر
القرن الماضي:
كان لي جار فقير الحال لايملك إلا مستودعا يعيش فيه، ويوما يعمل وآخر
لايعمل ولكنه كان يدخر بعض الدريهمات من أجل أن يتزوج واستطاع ادخار ستة ملايين
مما شجعه أن يتقدم ويخطب بعض العائلات ولكن الجميع رفضه أولا للفاقة وثانيا لأنه
كان رث الملابس ..
ذات مرة جمعه عمل في بيت جار ليس بالقريب له ولكنه من نفس الحي ودارت
بينهما الأحاديث ولامه الرجل حين عرف حاله ووبخه لعدم الزواج فأخبره صاحبنا
بالحكاية وسبب رفض الناس له ..هنا قال له الرجل أنا أزوجك ابنتي ففرح فرحا كبيرا
ولكنه بعد أن دفع مدخراته في الحقوق الأولى للزواج لم يجد كيف يتم البقية،وبات
الليل والنهار مهموما مكدر الحال لايسأل الناس إلحافا والناس يحسبونه من التعفف
غنيا وبينما كان يمشي في وسط المدينة منحي الظهر ،ثقيل الخطو ،توقفت عنده سيارة
فاخرة ونزل رجل بهي المنظر ممشوق القامة ممتلئ الجسم فناداه ،بسرعة البرق كان عنده
ظانا أنه يحتاجه في شغل ،ولكن الرجل قال له مبتسما :هل تعرف فقيرا معوزا لادخل له
أريد أن امنحه مال الزكاة..
أجابه صاحبنا بوقار وبعزة نفس لايعرفها إلا مؤمن تقي ورع: أعرف رجلا فقيرا
في حينا يفترش الأرض ويظل العام بأكمله مادا يده للناس سواء أعطوه أو منعوه..ركبا
السيارة وانتقلا للمتسول ،وبعد السلام أخرج الغني مبلغا كبيرا قدر ب 120 مليونا
وقدمه للمتسول ،وقبل أن يأخد المبلغ سأل الغني من دلك علي أيها الكريم فأشار
لصاحبنا الفقير..
هنا كانت المفاجأة ..رد المتسول المبلغ للغني وقال له بكل ثقة ومحبة وصدق
:ياسيدي إن هذا الذي دلك علي هو أكثر مني فاقة بل أنا والحمد لله لدي عائلة وأولاد
وهو لاعائلة ولاأولاد فالأولى أن تعطيها له..
التفت الغني للفقير فراح يحمر خجلا ووجلا ويكاد يهرب لولا أن تلقفه وتوسل
إليه أن يأخذ المبلغ لأنه مجرد واسطة فالرازق هو الله سبحانه وتعالى يرزقنا من حيث
لانحتسب..
أخذ الفقير المال وتزوج وبنى بيتا شعاره القناعة والمحبة والمفاجأة أن غنيا مر بالمتسول فمنحه مبلغ
عشرين مليونا وطلب منه أن يترك عادة التسول ومنحه رقم هاتفه ومكان عمله وقال له ما
احتجت فأنا هنا واطلب ماشئت ولكن المتسول قال له بعد هذا المبلغ لن أعود أبدا
للتسول ووفى بوعده ففتح الله عليه من حيث لايدري..
لعل ماشدني في الحكاية تلك الحكمة الالهية التي لاتكاد سورة من سور القرآن
تخلوا منها ألا وهي( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ
يُطْعِمُونِ (57
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق