المشاركات الشائعة

الجمعة، 6 نوفمبر 2015





نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري


مجرد فكرة
أذكر ذات معرض دولي للكتاب كيف كان الكثيرون يجتمعون في طابورطويل  ينتظرون اقتناء رواية خضرة ياسمينة بالتوقيع،كما أذكر أن بعض الكتاب باللغة العربية لاتكاد تجد عندهم هذه الطوابير ولكن قراؤهم يأتون في لحظات متفرقة  ..هنا راودني شعور أن فئة معينة تعمل بقوة لتظهر أن اللغة الفرنسية موجودة وفي المركز الأول في الجزائر..
لست ممن يهتم أو يدعوا أو يهمه الصراع اللغوي كثيرا فالانفتاح على اللغات كانت ومازالت ظاهرة ايجابية ومحببة بالنسبة لي عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من تعلم لغة قوم أمن شرهم" ولكن ونحن نحتفل بالفاتح من نوفمبر تعاودنا الذاكرة الوطنية حبلى بالجراح والعذاب والموت والاذلال ويحضرنا تاريخ الاستعمار الفرنسي بأبشع صوره و الذي عمل على محاربة شخصيتنا الجزائرية  بمحاربة لغتنا العربية التي تتواجد رفقة اللغة الامازيغية قبل هذا الاستعمار بقرون وتمكنت من وجدان الجزائري كما تمكن الاسلام وملأ قلبه بعفوية لم يتمكن المستدمر يوما من زحزحتها قيد شك بسيط..
راودتني فكرة لعلها ستوأد وربما ستمر مر طيف وربما ستنبت وتنمو ببطء ولكن ستؤتي أكلها بعد أجيال من الآن، وقلت أحدث نفسي حتى إذا مر بي بعض الشباب والاطفال والشيوخ ظنوا أني فارقت العقل والتحقت بركب المجانين فوحدهم يكلمون أنفسهم ولكنها الفرحة والبشرى بتلك الاشراقة التي ومضت على حين غفلة مني وانبعثت من اللاشعور الذي يحمل جينات ثوار الامس ورغبتهم في اقتلاع الاستدمار والانتقام لكل قطرة دم سقطت..أكيد أنني لست مثلها أولئك الشرفاء الأطهار الأبرار الذين حرروا الدار وبذلوا كل نفيس من أجل الانتصار ولا أملك إلا هذا العقل الذي أعيته الأفكار وضاع منها ماضاع بين أمس وحاضر وأمنيات لمستقبل بجزائر أحسن وأقوى وأكثر نماء واستقرار..
الفكرة بسيطة ولكني وجدت نفسي أقولها بصوت عال لماذا لانحارب وننتقم من فرنسا في لغتها فنعمل على اجتثاثها من بلادنا وذلك باستبدالها باللغة الأولى عالميا وأقصد الانجليزية؟؟
هنا يكون الحراك شعبيا ومدنيا بتحرك الجمعيات والأحزاب والقوى الفاعلة كل في مجاله ،قد تكون المعركة طويلة وصعبة لأن الفرنسية متمكنة وحاضرة بقوة في دواليب الدولة ومؤسساتها ولكن أول الغيث قطرة وأول الدرب هنا فكرة ولنرميها يلتقطها الجزائري الحر..
وجدتني مع آخر كلمة محاصرا بأصحاب المآزر البيضاء وهم يحاولون تقييدي وجري لسيارة الاسعاف غير البعيد وحشد من الناس تجمهروا وتحوقلوا حولنا وقال الطبيب لا تخف سنأخذك لمستشفى فرانس فانون لبضعة أيام وستعود كما كنت لا تكلم أحدا ولا تكلم نفسك..
فصحت بهم يا رجال توقفوا توقفوا إنها مجرد فكرة عابرة وما أكثر ماقلت وكأني لم أقل شيئا.....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق