نقطة
ضوء/كل سبت
علي قوادري
ويصمتون ..إلا الحجر...
تشهد الخليل ومناطق
من فلسطين الربيع الفلسطيني ..عراة بلا سلاح إلا من حجر ينتفضون ..يستقبلون القنابل
بصدور عارية ..وحدهم دون الجزيرة والعبرية وعاصفة الحزم والسنة والشيعة والربيع
العربي ..دون حقوق الانسان وجامعة الدول العربية التي استيقظت ذات يوم في ليبيا وسوريا
من خلال تعويذة لايعرفها إلا الراسخون في التدمير والخيانة لتعود لنومة أهل الكهف..
وحدهم لا أحد يدعهم بالمال والسلاح ويفتح باب الجهاد ولا
فتوى من الشيخ القرضاوي الذي أصبح ورقة مهملة بعد أن أدت مهمتها..ولا الشيخ العريفي
الذي أقسم أنه رأى الملائكة على خيول بيض يجاهدون في سوريا ثم اختفى ولا ممن يسهر
ينادم المهدي المنتظر في أسفل قم..ولا من الباب العالي في الأستانة.. ..
يصمت الجميع حين يتعلق الأمر بفلسطين ،وتصمت جميع المنظمات
والهيئات الرسمية وغير الرسمية حين يتعلق الأمر بالجرائم الكبيرة لحبيبتهم اسرائيل..يصمت
القيصر بوتين ويصمت الأسمر أوباما..تعود ميركل لمطبخها ويغشى بان كي مون النعاس..يصبح
الصارخ في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا أصما أبله....
يغضب آل سعود فيمطرون اليمن بوابل من الصواريخ غير ذي
رحمة..يغضب أمير قطر فيزيد صب الزيت في أزمة سوريا ويزيد دعمه المادي في بناء
مستوطنات جديدة..تغضب مصر فتغرق أنفاق غزة بالماء والسم تنديدا وتهديدا لأمن
اسرائيل ..يغضب حزب الله وبشار فيهاجمون الجيش الحر وهم يلطمون وجوههم ندما على
الحسين..تغضب داعش فتذبح كل من يحلم بالهجرة وتزداد تمددا دون أن تصل اسرائيل..يغضب
التحالف في العراق فيقضي على ماتبقى من الفلوجة والرمادي وتزيد امريكا غضبا فتدمر
مستشفى ميدانيا في أفغانستان..
تغضب الكنائس والمساجد وتغضب حمامة على سطح الأقصى ويغضب
مسلم بسيط في أقصى الأرض فترتعد الدنيا بدعائه الصادق..تغضب كل الدنيا إلا أحباب
اسرائيل فيصمتون ،وصمتهم يتفجر على شعبهم ..تغضب الأمة فتنشطر بين سنة وشيعة
ومذاهب وطوائف وأحزاب كل حزب بما لديه فرح..
يغضب سيدنا عمر والفاتح صلاح الدين وبيبارس ويغضب الشعراء
في قبورهم ..تغضب مطربة فتصرخ وين
الملايين وين... ،تغضب البيد والجبال والسماوات والأرض ويغضب حتى الغضب من الغضب..
لكن...كما قال الشاعر
قد اسمعت لو ناديت حيا= ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها اضاءت =ولكن
انت تنفخ في رماد
رغم صمتهم جميعا فللفلسطيني الحر في غزة والخليل والجليل والقدس كلمته
وصوت صغير اسمه حجر حجر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق