المشاركات الشائعة

الجمعة، 8 مايو 2015





نقطة ضوء/كل سبت
علي قوادري

الحقد ظاهرة ايجابية

الحقد ظاهرة ايجابية جدا حتى وإن تضمَّرَ منها البعض، وهي ظاهرة قديمة ، تتوازى والحسد في سيرورته أو هو ابن الحسد..

ربما هناك من يتملكله العجب ،ويقول الحقد لايمكن أن يكون ايجابيا وهو محق فكلنا ندرك أن الحسد والحقد من الأبواب التي يدخل منها الشيطان ولكن قصدت هنا ايجابيا لأنه كما يقول الشيخ الشعراوي "إذا لم تجد لك حاقد فاعلم أنك أنسان فاشل.."
الحقد والحسد ظاهرتان قديمتان بدأتا في السماوت مع خلق الله سيدنا آدم وحين أمر الله بالسجود له ،كان لابليس لعنة الله عليه رأي آخر ومن هنا تأسس فريق الخير والشر ومن هنا رسم الله لكل طريقه وأدواته وحدد أفعاله كما حدد خيط النهاية والمآل الأخير المتمثل في الجزاء إما عقابا /جهنم أو أجرا عظيما /الجنة..
الظاهرة إذن هي انسانية بامتياز ولكنها تختلف بين المجتمعات وفي قول أحمد زويل صاحب جائزة نوبل في الفيزياء تحديد للفكرة حيث يقول في مامعناه الغرب أحسن منا يأخذون بيد الفاشل حتى ينجح وعندنا يحاربون الناجح حتى يفشل..
الغرب فيه الحقد والحسد ولكن المصلحة العامة تحكمهم ، فلا يتوقف عند نزعاته ونزواته الشيطانية ، والعكس عندنا النزعات الفردية والشخصنة تتملك المجتمع فيؤلب ويقدم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وحاله يقول أنا و بعدي الطوفان دون أن نغفل طبعا النزعة الايديولوجية والفكرية والجهوية والعروشية التي يتحكم فيها مبدأ حمارنا ولا عود الناس، فقد يرفعون اسما على اسم دون موضوعية ولا رؤية عقلية..
فيا رعاك الله ، لاتذهبن نفسك عنهم حسرات، ولا تُمضي يومك باخعا نفسك ، فالحقد والحسد أمور طبيعية وهو مؤشر أنك ناجح وإنما علينا أن نستثمر النجاح مع البقية فلو كانت لك تفاحة وصديقك الناجح تفاحة وتبادلتما فستبقى مالكا لتفاحة ولكن إن كانت عندك فكرة وعنده فكرة وتبادلتما الأفكار المثمرة أصبحت لكما فكرتان والمجتمع ازداد منفعة ..
وكما يقال شيئان لاتتركهما في حياتك زرع الشجر وزرع الأثر..فإن زرعت الشجر ربحت ثمرا وظلا ظليلا..وإن زرعت الأثر الطيب ،حصدت محبة الله ثم البشر..وعريت الحاسدين والحاقدين فازدادوا عزلة وتهربا وتخوفا ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق