رناطة دمى |
"غرناطة دمى" قصيدة جديدة لعمر أبو الهيجاء "حوارية" قلتُ: أطلقي حمامَ الصدرِ، على إيقاع الريحِ، كي أمشي في تراب البيتِ، مرشوشاً بزخة ضوءٍ، لأحتويكِ. قالتْ: حرائقُ دمي: صَلَبَتْني، ويداي ترتجفانِ، في فضاء الضحى، ولي أحزانُ ناي، تاريخُ وجعٍ على صفصاف أرضٍ أجَّلَ شجرُ الحلمِ هديلَها، ونامتْ في خطاي. قلتُ: يا أنتِ، لماذا تخبئينَ رقصةَ الطيرِ، على ورق الليلِ، وما قد اعشوشبَ في مدن التكوينِ، ليبقى الملهوفُ يتطايرُ في حلبة الكأسِ، كنصٍّ وحيدٍ مُؤجّلٍ، في مقام العشقِ، والنوى. قالتْ: ما زلتُ رهينةَ حُرّاسِ الرعشةِ، يحملُني خَدَرُ الأيامِ، في انشطار مراياي، إلى الوردِ في حدائقِ أمسي، وأصلّي لوحشة الماءِ، والماءُ حريرٌ في الكفينْ. قلتُ: أنا الجريانُ، أسري إليكِ، ملءَ فمي أنهار، لأظلَّ مبتلاً ببكائي، لا مفاتيحُ توصلُني إلى حرقة القصيدةِ، سوى ذَوَباني، وصلاةِ منفاي، وتفرُّدِ موسيقى الشفتينْ. قالتْ: تأخذُني الحيرةُ، وذاكرةٌ طاعنةٌ في جمر الشهقاتِ، وخنادقِ الخوفْ، مررتُ على رشقات المطرِ، وأزيز الرصاصِ، وتراتيل الأمهاتِ، في البيوت الطافحةِ بالصُّراخِ، وناديتُ الأغنيات. قلتُ: أنا من أخذتْهُ أغبرةُ الطرقاتِ، ومدنُ أقبيتِها ملاعبَ للجسدْ، غيرَ أني ما تركتُ شرفاتِ أمي للريحِ، راقصتُ الدَّمَ في سلال الصبحِ، وأتممتُ إيقاعي. قالتْ: أوقفني على مفترق العادياتِ، وألقى بي فجأةً جمرُ المكانِ، إلى أصابع اللهبِ ونعاني، لا سهلَ، لا سفحَ، لا بوصلةً للعمر المتصلِّبِ، على أوردة الحياةْ، أنا ترتيلةُ رحيلٍ في دمع الزيتونِ، رجفةُ امرأةٍ مزَّقَها شتاتُ الوقتِ، واستوطنها الجرحُ. قلتُ: مهلاً، هي رجفةُ الحبرِ في أذيال الموتِ، وسلبِ الحقلِ وَعَرَقِ الفلاحينَ، على موسيقى التشظي، مثلُكِ رأيتُ، خيانةَ طلقاتِ الأخوةِ، رأيتُ أمكنةً تلهو بالجثثِ، وأنا رأيتُني يتيمَ الخرابِ. قالتْ: ثمّةَ من يجتاحُنا. ثمةَ عواءٌ في حطام الفؤادِ، لنََسقُط في الدخان، لنَسقُط في ثرثرة النار لنَسقُط في حديقة الأماني، كلُّنا خارجَ معناه، كلَّما ابيضَّتْ أرواحُنا، أصابنا ارتباكُ الليلِ، وهمهماتِ القانصينْ. قلتُ: تذكرينَ قبلَ أكثرِ من صحراءٍ في دمنا، لمّا اشتبكتْ الأصابعُ في الحاراتِ، وغطّاها طينُ اليدينْ، رسمنا حلقاتِ "الحَجْلَةِ" متقافزينَ يُبلِّلُنا ماءُ الوجدِ، وعطرُ الأمهات. قالتْ: أذكرُ التأتاتْ، لعثماتِ البوحِ خلف شجرِ الرؤيا، ها أنا.. / أقرأُ الآنَ، أسرارَنا على سلالم الهوى، أسردُ حكايات فَراشٍ، لاذ بدمي، يطيرُ الآن بين يديكَ، كم أحصيتُ رملَ الكلامِ، في بَرْدِ الروحِ، وأرخيتُ جدائلي، على حيطان الجيرانِ، وأسلمتُ قافيتي إليكَ. قلتُ: أنتِ دفاترُ الأرضِ، أسقيتُكِ كوثرَ النبضِ، وعلى مقربةٍ من الجسدِ، عانقتُ شمسَ الرؤيا، كنتُ القليلَ القليلَ، وأنتِ أكثرَ مني، لي مفتاحُ احتراقي، ولي تفاصيلُ أسئلةٍ، تبذرُ الحبَّ والعشبَ، في ذَهَبِ الرسائلِ، وتخربشُ الطفولةَ، على الجدرانْ. قالتْ: هنا في حدائقِ التُّفاحِ، نقشنا عشقَنا، وفي مَشِيبِ العمرِ، رفعنا شاراتِ الحريةِ، أشعلنا خوابي القلبِ، ريشَ الصحوِ، رؤيا الأحزانْ، صحتُ: يا تربة الروحِ، إنْ مررتِ على كؤوسِ نخبِنا الأوّلِ، هيّئْ الطيرَ في رحم السحابِ، توضأْ بزعفران الجرحِ، لا.. لا تنمْ طويلاً على مائدةِ الخرابْ..، قلتُ: إني أبحثُ عنّي، وبيني وبيني رحيقُكِ انكسارُ التفاصيلِ خلف الغيابِ، أتساءلُ: هل كنت ِمعي؟ حين أخذتْني الليالي المُوْحِشاتُ، وبقيتُ مأخوذاً بالترابِ، أُجَدِّلُ خيْطاً من غرناطة دمي أُعَلِّقُهُ سِفْراً أبدياً على الأبوابِ، هل كان ينقُصني نهوضُ المدنِ المصلوبةِ رمحاً يذيبُ ثلجَ الحياةْ. قالتْ: لم أجدْني الآنَ، أجِدُني في لغةٍ لا يعرفُها إلايَ، قلْ لي../ واقتربْ من طيورٍ لم تزلْ، مأسورةً في الصدرِ، لأيِّ حزنٍ ننتمي؟ والحزنُ يتكاثرُ، يا حبيبي كيف أُمَرِّرُ كفّي إليكَ، وكفّي لم تَمَسَّسها إلاّ نارُكَ، وبردُ الهجيرِ، لستُ الوحيدَ القتيلَ، المتّقِدَ بالهوى أنتَ أنايَ وحديقةَ معنايْ. قلت: هرمنا..هرمنا على بوابة الليل، ليس لدينا، نافذة أخرى، نطل على مشيب، .... الوقت فينا، .... ونطل علينا، قالت: هرمنا ولم نزل نركض خلف شفة الطفولة، نغني بنصف قلب جرحنا. | ||
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق