::العجوز وسطل الماء:: الإخلاص في العمل
ميا مبارك ::العجوز وسطل الماء:: يحكى أن واليا أراد أن يبني مسجدا في مدينته وأمر ألا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد ليخلص الأجر كاملا له وحده وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك و تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الوالي في منامه كأن ملكا من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الوالي عن المسجد وكتب اسم امرأة! استيقظ الملك من النوم مفزوعا وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه مازال على المسجد؟! فذهبوا ورجعوا وطمأنوه بأن اسمه مازال موجودا ومكتوبا على المسجد قالت له حاشيته: لا عليك! هذه أضغاث أحلام.. وفي الليلة الثانية رأى الوالي نفس الرؤيا رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسمه عن المسجد ويكتب أسم نفس المرأة على المسجد وفي الصباح استيقظ الوالي وأرسل جنوده ليتأكدوا هل مازال اسمه موجودا على المسجد ذهبوا ورجعوا وأخبروه أن اسمه مازال موجودا على المسجد تعجب الوالي وغضب فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما استيقظ الوالي من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد فأمر بالبحث عنها في المدينة وسرعة إحضارها فحضرت وكانت امرأة عجوزا فقيرة تمشي منحنية وهي ترتعش فسألها هل ساعدت بشيء في بناء هذا المسجد؟ قالت: يا أيها الوالي أنا امرأة عجوز وفقيرة وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه فلا يمكنني أن أعصيك فقال لها: أسألك بالله، ماذا صنعت في بناء المسجد؟ قالت: والله ما عملت شيئا قط في بناء هذا المسجد إلا ... قال الوالي بلهفة : نعم، إلا ماذا؟ قالت: إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا إحدى الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوطة بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع لقصر الحبل وقد بلغ العطش منه مبلغا شديدا فقمت وقربت منه سطل الماء فشرب حتى ارتوى.. هذا والله كل ما صنعت فقال الوالي: إيهِ...عملتِ هذا لوجه الله فقبل الله منك وأنا عملت عملي ليقال مسجد الوالي فلان فلم يقبل الله مني وبكى واستغفر الله لما خالط نيته من مراءاة الناس [منقول عن ميا مبارك مجموعة نلتقي بسوف لنرتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق