أقوال وأمثال التقويم الفلاحي أو “حساب العرب” بمنطقة الجلفة
نستخدم كلمة “حساب العرب” لتقسيم العام تمييزا له عن العام الميلادي والذي يُستخدم فيه التقويم الشمسي بينما يتعلق “حساب العرب” بمعيشتهم وتقسيم أيام السنة ومنازلها ومواقيتها حسب المناخ والفلاحة ومظاهر الحياة الطبيعية والتي صنع فيها أجدادنا تراثا جديرا بالتوثيق والبحث والإهتمام لأنه يعكس تكيّفهم وعبقريتهم وقدرتهم على صنع حضارة مستقلة بمواردها وصناعتها وتجارتها وفنونها وآدابها بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وتسمية أشهر العام بحساب العرب في منطقة الجلفة هي كالآتي “الناير – فورار – مارس- يبرير – مايو – يومه – بولز- غشت – شتنبر – توبر – نوامبر – جانبر”.
دخول الشتاء والسعود السبعة في حساب العرب بمنطقة الجلفة
في حساب العرب بمنطقة الجلفة يكون دخول فصل الشتاء بالضبط يوم 26 نوامبر وينقسم الشتاء إلى سبعة “07” منازل كل منزلة فيها 13 يوما.
سعد الشولة: من 26 نوامبر إلى 8 جامبر. وعن سعد الشولة قالت العرب “إذا حملت في الشولة وجد المطامر للعولة” ويقولون أيضا “اللّي عينو في قمح العولة يحرثو في الشولة”.
النعامة: من 09 جامبر إلى 21 منه ويُقال عنها “ما يفلح حرث النعامة ولو كان بالمقامة” ويُقال أيضا “إذا طلعو النعايم فضّل الزرع للبهايم”.
البلدة: من 22 جامبر إلى 03 من شهر الناير ويقال عنه “سعد البلدة يزيد في البرد شدة وفي الليل مدة وفي الكرش نفدة” يعني يشتد البرد ويطول الليل وتزداد الحاجة للأكل أكثر.
سعد الذابح: من يوم 04 من الناير إلى 16 منه. وتقول العرب أن المطر في هذا الشهر لا يعود بالفائدة وبالأخص الأيام الأخيرة منه.
سعد بولاع: من يوم 17 الناير إلى 29 منه وعنه تقول العرب “إذا مات بولاع مات الشتاء قاع” في هذه المنزلة يشتد البرد والريح أكثر وبعدها ينتعش الجو.
سعد السعود: من يوم 30 في الناير إلى 11 فورار ويقال عنه “سعد السعود يجري الماء في العود عيّط يا مسعود”.
سعد الخُبية: من يوم 12 فورار إلى 24 منه. وفيه يقال “سعد الخُبية ينفض ڨاع الضبية” والمعنى أن المؤونة أو العولة التي يخبؤها الفلاحون تنفد في هذه الأيام. وفي هذه الفترة يتم الإستعداد لدخول فصل الربيع في شهر مارس وأيضا فيها تخرج الزواحف والحشرات وغيرها من الكائنات الحية اللتي كانت في البيات الشتوي.
محاسيب أخرى ضمن منازل عام العرب …
تتخلل السعود السبعة بعض المحاسيب الأخرى وهي:
ڨرة الحادشية: تكون نهار 11 من شهر جانبر وهي ليلة شديدة البرد وكثيفة الجليد.
الليالي الموتى: وتكون بداية من يوم 10 ديسمبر ومجموع هذه الليالي أربعون “40” ليلة. وتقول عنها العرب “اربعين واربعين قا ليالي يا امحاني كيّل القمح وما تقولكش غالي” ويقولون أيضا “اذا ماتو الليالي خبروا أم عيالي”.
حروف الطاء: نتدخل نهار 13 من شهر الناير. وفيها 07 أيام وفي يوم 20 من شهر جانفي يبدأ موسم تزاوج الطيور التي تشرع في بناء أعشاشها. تقول العرب بالجلفة عن حروف الطاء “حروف الطاء ويح من ڨبضو مالو في الوطى معتاها زلعيطة وسموم برد تلاڨات”.
فورار: يوم 01 فورار وهو الشهر الأخير من فصل الشتاء. وعنه يقول أهل منطقة الجلفة “شاوو نار وعڨابو نوار” وييصفونه بـ “فورار الضحيحيك” لأن الأجواء في هذه الشهر تكون متقلبة وغير مستقرة.
ڨرة المعزة: محسوبة ڨرة المعزة بمرور 13 يوما من فورار. تقول عرب منطقة الجلفة عن قرة المعزة “ما ڨُدامها ربيع ما وراها شتاء”.
جمرة الهوا: تقع في يوم 20 من فورار. وفي هذا اليوم يقول عرب البادية بأن المرء يحس في الأيام التي تليها بانتعاش اكثر في الجو.
جمرة الما: تأتي بسبع “07” ليالي بعد جمرة الهوا، وبعد سقوط “جمرة الما” لا يجمد الماء أبدا في محاسيب العرب.
مارس: وفيه يكون دخول فصل الربيع وتقول العرب “مارس عشبة تنوض واخرى تفارس”.
الحسوم: من 11 إلى 17 مارس محسوبة باسم “الحسوم” وعنها يُقال “نو الحسوم تحيي الرسوم” وكلمة “نو” من النوء أي الغيث والرسوم هي الأرض. قال أحد الحوسابة “اذا عڨبو لحسوم لوح كساتك و عوم” أي يمكنك العوم. فردّ عليه حوساب آخر “لا تلوح كساتك وتعوم حتى ينحّو الثوم شهر الحسوم قع حسوم” معناه كل شهر الحسوم بارد حسب رأي الأخير.
يبرير: هو الشهر الثاني من فصل الربيع وفيه يستبشر الفلاح كثيرا بنزول المطر فيقولون “اذا برها يبرير وجد فاه تدير القمح والشعير” أي أن المحصول الزراعي يكون وافرا .
ڨرة الحلوف: يوم 19 من شهر يبرير هو “ڨرة الحلوف” وهي الليلة الوحيدة في العام التي يتحسس منها الخنزير ويختبئ خوفا من البرد.
شهر مايو: هو الشهر الأخير من الربيع ويعود البرد في بداية هذا الشهر من جديد. وتقول العرب هنا “يا اللي عارف مايّو وين قادي جايّو” ويُقصد به الغادي نحو التل فكان الفلاحون والموالون يحذّرون من رحلة الصيف والذهاب لمناطق التل في النصف الأول من هذا الشهر.
دخول الصيف: في 21 مايو يقع دخول فصل الصيف وعنه تقول العرب “إذا كانت الصمعة اصباع اصباع و المفرخ ارباع ارباع ما بقى في الصحراء مرباع” يعني اذا أطلقت عشبة الصمعة سنابلها وكبرت الفراخ فإنه لا يمكن للبدو البقاء في الصحراء وعليهم أن يستعدّوا لرحلة الصيف.
نجوم الثريا: يوم 08 يونو طلوع نجوم الثرية.
أيام العنصلة: يوم 01 من شهر يولز بداية أيام العنصلة.
الصمايم: يوم 25 يولز بداية محسوبة الصمايم والتي تستمر 40 يوما فتأخذ 35 يوما من الصيف و 05 أيام من بداية فصل الخريف.
اشتمبر: الشهر الأول من فصل الخريف وعنه يقال “اذا دخل اشتمبر الشتاء نبَر”
توبر: وهو الشهر الثاني من فصل الخريف. وتقول عنه عرب الجلفة “نو توبر كي ليدام في البر” ومعناه اذا سقط المطر في هذا الشهر يبقى أثره في الأرض حتى نهاية فصل الشتاء.
.................................................
بلخيري الطاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق