نصب الرواق ــ رواق الخيمة ــوتحضير الإفطار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يقرر شيخ القبيلة الاستراحة وقت الظهيرة يتم بسرعة نصب خيمة صغيرة جدا و هي جزء من “البيت” وتسمى “الرواق” الذي يعد بمثابة مطبخ يستعمل في إعداد الطعام و القهوة. و بعد نصب الرواق تقوم بعض النسوة باقتلاع بعض حشائش الإستبس اليابسة كالشيح و العجرم و الحلفاء و يتم استعمالها لإيقاد النار التي يطهى عليها الطعام كما يتم أيضا استعمال فضلات الأغنام “البعر” و الذي يتم تخزينه و تجفيفه بكميات كبيرة ويكون ضمن ذخيرة المرحول بكميات كبيرة تقدر بالقناطير و تطلق عليه تسمية “الوقيد”.
تشرع النسوة في تقاسم المهام فهاته تقوم بطحن القهوة بواسطة عملية “الدق” داخل مهراس من الحطب والأخرى تحضر الخبز التقليدي “المطلوع” الذي لم يكن يحضر آنذاك باستعمال الخميرة و إنما توضع فيه كمية ضئيلة (قرصة) من الشب مكانها.في حين تعكف الأخرى على تحضير اللبن و استخراج الدهان منه بعد أن تم مخضه على ظهر الجمل طيلة أيام مسير المرحول، كما يعهد إلى امرأة أخرى بعملية سلخ و تقطيع الشاة التي ذبحها للتو الرجل.
أما مائدة الإفطار فتتكون عادة من “الشنين” اللبن و “تمكشة” تمر أي قليل من التمر و الشربة “الحساء” و”الحميس” و “المشوي” إذا كان عند أهل المرحول ضيوف أو كون أصحاب المرحول أنفسهم قد نزلوا بمحط قريب من قوم آخرين الذين يؤدون بدورهم واجب الضيافة معهم التي لا تعتبر ضيافة أصيلة إلا عندما تنحر فيها شاة من خيار الغنم.
ويتم تحضير شربة الإفطار من عجائن تقوم النسوة بصناعتها بالسميد و الزيت و تقطع بواسطة الغربال على شكل رقائق تشبه السباغيتي و هي ما تعرف باسم “المقطفة” عند أصحاب الولايات الشمالية.
وتحضر الشربة مع ما يعرف بـ الخليع أو “الشرنيح” و معناه اللحم المجفف أو القديد الذي يحضر بتشريح اللحم وتعريضه لبخار الماء ثم معالجته بالخل و التوابل أو ما يسمى بـ “رؤوس الحوانيت” و يوضع الخليع داخل خيط على شكل سلسلة طويلة ثم يوضع للتجفيف في الظل وبعد ذلك يخزن الخليع و عجائن الشربة المجففة داخل المزود و عند تحضير وجبة الإفطار تأخذ منه المرأة “مخلبا” أي كمية معينة لتحضير الإفطار.
أما ” الحميس” بكسر الحاء و هو نوع من أنواع “الزواجة” فيتكون من البطاطس المقطعة إلى رقائق صغيرة و ثلها شرائح صغيرة من لحم الضأن.
ويتم تحضير طماطم الصلصة عن طريق تشريح الطماطم و وضع الملح عليها ثم وضعها في مكان مهوى من أجل التجفيف و عندما تحتاجها المرأة في الطبخ فإنها تعمد إما إلى عملية طحن الطماطم المجففة أو وضع جزء مجفف بأكمله داخل القدر.
ونفس الأمر بالنسبة لصنع “العكري” أو ما يسمى بـ “الحمار” – بفتح الميم و تشديدها- و هو أحد أنواع التوابل المصنوعة تقليديا حيث تقوم المرأة بتجفيف الفلفل بنوعيه إما الحار أو الحلو و يعلق على شكل سلسلة طويلة داخل خيط ثم تقوم بطحنه إلى نوعين عكري حار و عكري حلو و الذي يدخل في تحضير عدة أنواع من الأطعمة التقليدية.
أما فيما يتعلق بالهرماس فانه يحضر هو الآخر بواسطة تجفيف فاكهة المشمش حيث تشرح هذه الأخيرة وتترك للتجفيف نسبيا ثم يوضع عليها الملح و تعرض مرة أخرى للتجفيف بصفة كاملة و تستعمل المرأة الهرماس في صنع بعض أنواع المرق و كذلك لصناعة “المردود”.
و تعطي هذه المواد الغذائية المجففة للنسوة هامشا من الحرية في أعمالهن و بالتالي الانشغال بأمور أخرى كتربية الأولاد و تحضير ملابس الشتاء “كالقشابية” و “البرنوس” و “الخف” و كذا صناعة الخيمة أو ما يعرف بـ “الفلجة”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهرب من مقال جميل وشيق حمل عنوان ( انطلق المرحول … ونلتقي عندما يدور الحول!!) كانت نشرته الجلفة إنفو منذ أكثر من عشر سنوات ..ثم أعادت خيمة التراث الشعبي بمنطقة الجلفة نشره ..ولم أتعرف إلى اسم كاتبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق