من تراث أجدادنا

 من تراث أجدادنا:

_____________

يَا عْلَيَّة بُو ڨْلَيَّة

وِينْ وَدَّرَتْ الجْدَيَّة

وَدَّرَتْهَا في الوَاد

يَا رُمَّانَة، مَا تْبَطِّيشْ وْلَيْدَكَ

رَاهْ رَبِّي رَادْ

_________

* المناسبة:

-------------

هذه المقطوعة من الشعر البدوي الفصيح قيلت في فتى اسمه علي (اسمه الكامل علي بن محاد سنقرة) ذهب الفتى علي يرعى الجديان، وعند عودته وقطيعه تفطَّنت أمه الرّمانة ( الرمانة عريبي) لفقدان أحد الجديان فَهَمَّتْ بضرب ابنها، فقام أحد الحاضرين وهو من الأقارب بقول هذه المقطوعة لائما الفتى علي على تفريطه، ومستعطفا الأم الرّمانة أن تعفو عن ابنها.

- الغرض: اللوم والاستعطاف.

- الأسلوب: الأسلوب الإنشائي، المتمثل في النداء، وهو الأنسب لهذا المقام، وأيضا الاستفهام.

- المكان: ڨعيقع (جبل السحاري).

- الزمان: الماضي (حوالي 1800م).

- النمط: الحجاج؛ محاولة إقناع الأم بعدم ضرب ابنها، والحجة أن ما وقع هو من قضاء الله وقدره.

* لغة المقطوعة:

- يا: أداة نداء، وهي الأشهر استخداما من بين أدوات النداء الأخرى.

- علية: تصغير لعلي.

- بوڨلية: بو؛ أصلها أبو، وحذفت الهمزة للتسهيل، ڨلية؛ تصغير لكلمة الڨلية، وهي القمح المحمص يتخذ غذاء، خاصة عند المجاعات، وبوقلية كنية لعلي لأنه كان كثير الطلب للڨلية.

- وين: وهي فصيحة، وأصلها أين، وحذفت الهمزة للتسهيل.

- ودرت: أضعت.

- ما تبطيش: ما: للنهي، تبطيش: بط فصيحة، ومعاه الشق إلى نصفين، فكأن ضرب الابن مؤد إلى شقه.

- راه: إنه.

- راد: فصيحة، وأصلها أراد، وحذفت الهمزة للتسهيل.

* فوائد وحكم مستفادة من المقطوعة:

----------------------------------------------

1- الترابط الأسري الذي كان يميز الأسرة قديما؛ فكل فرد يأخذ مكانه الصحيح داخل الأسرة، ويقوم بواجباته ويأخذ حقوقه.

2- مكانة المرأة داخل الأسرة والمجتمع قديما، عكس ما يشاع اليوم فإن المرأة كان لها مكانة سامية داخل مجتمعها، فإن كانت كفأة كانت لها المشورة وبعضا من الحُكم.

3- لغة أجدادنا فصيحة، وإن طرأت عليها بعض التغييرات التي دعت إليها الحاجة، ولكن ذلك لم يضر طبيعة تلك اللغة.

4- شعرهم كان عفويا صادقا بسيطا، وهذا ما زاد من جماليته.

5- من فصاحتهم وبلاغتهم المتصلة بالعرب الأوائل، استخدام الكُنية (والكنية ما صدر بأبي أو أم) وكذا استخدام الاستفهام غير الحقيقي الذي غرضه اللوم، وأيضا استخدام التصغير بكثرة.

6- ارتباطهم بالدين الإسلامي في كل أحوالهم، خاصة ما تعلق بأمور القضاء والقدر، ورضاهم بذلك.

7- عطفهم على الأطفال مراعاة لسنهم وأحوالهم.

8- اختيارهم لأطعمة تتناسب وأحوالهم يدل على فطنتهم وذكائهم، ومن ذلك قيامهم بتحميص القمح تسهيلا لتناوله في الحل والترحال.

منقول