المشاركات الشائعة

السبت، 7 سبتمبر 2019

حكاية أحمد جالخ الناب/من التراث الشعبي الشفوي
نقلها الأستاذ علي قوادري
يحكى أن رجلا يسمى أحمد جالخ الناب سكن إحدى البوادي بين قبيلة من البدو،اعطاه الله بسطة في الجسم والمال ،فكان مهابا قويا ما تعارك مع شخص من قبيلته إلا صرعه ،فاشتهر بالبأس والقوة والجبروت..
ومن شدة استعباده وظلمه لبني جلدته أنه كان يرسل زوجته للبئر الوحيدة كي تسقى ماءها ، وكان يطل عليهم من أعلى هضبة، متى وصلت لا أحد يجرؤ فينظر إليها إنما يهب الجميع فيسقونها ويملؤون دلاءها بالماء فتمضي دون تعطل وفي رهبة لا أحد يهمس بكلمة..
في يوم من الأيام مر عابر سبيل على البئر ، فقام يتوضأ وبينما هو على هذه الحالة فإذا بزوجة جالخ الناب تأتي بحمارها تروم سقيا كعادتها..
لمحها عابر السبيل فغض الطرف ثم لمح زوجها في أعلى التلة ، ولما دنت انتظرت حتى يهم ويسقي لها كما جرت عادة قوم قبيلتها..واصل الضيف وضوءه وهو لا يلتفت إليها..صرخت في وجهه آمرة:
-هههي أنت قم واسق زوجة سيدك..
نظر إليها مستغربا لهجتهتا ووقاحتها ورد عليها :
-لا سيد عندي غير الله..
صرخت مجددا وهي تشير بيدها نحو التله:
-ويحك سيدك أحمد جالخ الناب ولو نزل لفعل بك ما فعل بغيرك...
رد عليها ببرود :
-اذهبي يا أمة الله لا سيد لي ولا أخاف إلا من الله..
عادت الزوجة تجر حمارها وخيبتها ولما وصلت زوجها أخبرته بما حدث..
قال لها عودي إليه وقولي له إن أحمد جالخ الناب يخبرك:
-راهْ يجيكْ نهار الطَّشْ والرَّشْ نهار تِطْيارْ الشَّواشي ، أنا أحمد جالخ الناب ما كانش اللِّي يطِيقلي من الغاشي..
عادت الزوجة إلى الضيف وأخبرته ،فرد في برود أن اخبريه:
-راكْ تجِي في ثِنِي محْذُوفْ ومَصْڨُوف في جوفه ٍڨْطاره يِرْفِدِك ويرْفد أحمد جالخ الناب ويزيد الثالثة قرارة..
عادت الزوجة تحمل الرد ،ولما سمعه زوجها أمرها أن تعود إلى البيت..نزل فواجه الضيف ،سلم عليه مادا يده القوية، ولما أمسك به حاول أن يرفعه فوجد مقاومة ، وأدرك ساعتئذ ما قصد الضيف بجوابه وأنه أمام رجل قوي لا يهاب الخصم..
سأله:
-ألم تسمع بأحمد جالخ الناب ؟!!!!
أجابه عابر السبيل نافيا..
قال له جالخ الناب:
-هذه أول مرة أصادف رجلا شجاعا ..انظر كل هذه المضارب مشير ا لقبيلته تخافني وتهابني،هناك من هزمته وهناك من ظلمته والأكثرية يهابونني خوفا ومذلة ويتزلفون إلي ليلا ونهارا ، وزدت في ذلتهم أن كنت أرسل زوجتي من أجل السقي وويل لمن يتجرأ أن يرفع عينه نحوها أو يرفض أن يسقي لها الماء بينما كنت أجلس في أعلى الهضبة متمتعا..واليوم أرسل الله لي رجلا شجاعا ..اليوم أنت ضيفي ..
وسار به نحو خيمته فذبح وأولم ضيفه وكانت ليلة مسامرة بين شجاعين وعند الصباح غادر الضيف متابعا مسيرته وقبل أن يرحل وعده أحمد جالخ الناب أنه لن يظلم أحدا اليوم وسيكون نصير المظلومين ..
وعاش شاكرا لأنعم الله خاصة نعمة القوة والمال ،ينصر المظلوم كلما استأجره ، ونصير الفقراء يساعدهم من حر ماله...
ومازال في الذاكرة الشعبية الكثير من القصص...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالخ من جلخ ولها أصل في الفصحى
زراعة مختلفة
الفكرة كالشجرة الطيبة ؛أكلها طيب وثمارها طيبة وظلالها وارفة وعطاؤها جديد ومتجدد دون حدود ..
هناك أفكار كالنباتات البرية أو كالمنّ لاتحتاج إلى سقي ورعاية وعناية ومتابعة ،وهناك أفكار تحتاج لمن يحضنها ويجعلها تكبر وتترعرع حتى تأتي أكلها ..
الفرق بيننا وبين الغرب أن الأخير تنافست فيه الأفكار، ووجدت الحاضنة ،فأنتجت مجتمعا قويا ومتحضرا ،أما نحن كلما نبتت شجرة وأورقت وازينت بتلاتها وتراقصت زهراتها تكالب عليها المنشار والفأس، ونفش الحساد ترابها ..
حين تُيَتَّمُ الأفكار،وتقتلع من جذورها ، ويحارب زارعوها تغدو الحياة قاحلة جرداء، يتنافس فيها الخواء وتضيع بين عواصفها الأجيال..
منا الأفكار ومنكم الحاضنة والمبادرة.......


الضيق في القلوب..
كان والدي رحمه الله قليل الكلام ،قليل التذمر ،ممسكا بمصحفه إذا سألت أجابك على قدر سؤالك ،غير مهرول في رزقه كمن هم اليوم..سألته ذات أمسية وأنا أرى المهرولين والمتذمرين والغاضبين :
-كيف يمكن أن يحافظ المرء على هدوئه وسط كل هذا؟
أجابني كمن حضّر كلامه مسبقا:
-بني الضيق في القلوب..
فالقلوب تضيق وتتسع حسب مزاجنا؛ فإذا غضبنا ضاقت قلوبنا وإذا صبرنا واتكلنا على بديع السماوات والأرض وموزع الرزق ومانح البسمة والدمعة والعادل في كل الأمور اتسعت وارتاح بالنا..
الراحة إذن مصدرها القلوب حين تتسع ،والسعادة بيتها القلوب حين تتسع ،والطمأنينة مصدرها القلوب حين تتسع صبرا ومودة ..والعكس طبعا إذا ضاقت فكل الدنيا تتوشح بالسواد وعلتها سجف الغم والهم..


فضخه فضخا
مازلت اكتشف يوما بعدم وصدفة بعد صدفة أن بعض ألفاظنا العامية،رغم عرابتها ، لها أصولها في الفصحى..
هذا اليوم نشرت قصيدة في الملحون ،وإذا بقارئ يسألني :
مامعنى فضخة التي وظفتها في البيت التالي:
حالو حال مبطوط مادي فضخه
يــنــوض ويــطيح كــما الــسكران
وعندنا نقول فلان فضخ فلانا فضخة أي ضربه ضربا مبرحا أدى لكسور وجراح..
شدني الفضول فاتجهت بالسؤال إلى شيخنا غوغل ،فإذا بي أجد الآتي:
فضخ
" الفضْخ : كسر كل شيء أَجوف نحو الرأْس والبطيخ ؛ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وافتضخه .
وفضخ رأْسه : شدخه .
وانفَضَخَ سَنامُ البعير : انشدخ .
وأَفضَخ العنقودُ : حان وصلح أَن يفتضخ ويُعْتَصر ما فيه .
وفضَخ الرُّطبَة ونحوها من الرطْب يفضَخها فضخاً : شدخها .
والفَضِيخُ : عصير العنَب ، وهو أَيضاً شراب يتخذ من البُسر المفضوخ وحده من غير أَن تمسه النار ، وهو المشدوخ .
وفضَخْتُ البسر وافتَضَخْته ؛ قال الراجز : بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخ فَفسَد يقول : لما طلع سهيل ذهب زمن البسر و...
المزيد
المعجم: لسان العرب
ضخ
ف ض خ : الفَضيخُ شراب يتخذ من البسر وحده من غي أن تمسه النار
المعجم: مختار الصحاح
فَضَخَ
فَضَخَ الشيءَ الأجوف فَضَخَ َ فضْخًا : كسره وشقّه .
يقال : ضَربَ الرأسَ ففضَخه ، وضرَبَ البِطْيخةَ ففضَخها : كسرها .
و فَضَخَ العينَ : فقَأها .
و فَضَخَ البُسْرَ : جعل منه فضيخًا .
المعجم: المعجم الوسيط
فَضَخ
فضخ
1 - مصدر فضخ . 2 - « فضخ الماء » : دفقه .
المعجم: الرائد
فضْخ
فضخ - يفضخ ، فضخا
1 - فضخ الشيء الأجوف : كسره . 2 - فضخ الرأس : كسره . 3 - فضخ العين : فقأها .
المعجم: الرائد
ما أجمل عاميتنا وفصحانا..