المشاركات الشائعة

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

نقطة ضوء/كل شبت
علي قوادري

تكتلات واهية

وأقصد بها تلك التكتلات التي تنتج عن طريق فكرة "حمارنا ولا عود الناس"،وتلك التي انتجتها الايديولوجيات بكل أشكالها الفكرية والفلسفية،فيصطف المرء وراء من يحمل نفس الفكر ونفس الكره ونفس الحب حد تقديس الحزب والأشخاص والمرجعيات الفكرية والدينية ،فيغيب العقل الذي هو مصفاة منَّ الله علينا بها لنعرف الحق من الباطل والصحيح من الخطأ والأبيض من الأسود..
 تختلف التكتلات  ولكن تلاحظها في منشورات الفيس بوك من خلال الاعجابات وتقزيم الآخر حتى ولو كان أحسن واصدق،وأشكالها تتعدد بين الديني كالاخواني والسني والوهابي والشيعي والسياسي والاجتماعي والثقافي وخاصة الأدبي منها ،فقد يُرفع اسما سلبيا لايشارك حتى  بمنشوراته وابداعاتها ولا يساهم بأفكار ايجابية تخدم الفرد والمجتمع..
قد تكون مجتمعاتنا في جيناتها البدائية تكتلية لاتقبل الآخر ولكن الاسلام أممي ،ينفتح على  الآخر ويجعله  ينصهر في بوتفة الأمة الواحدة،مما يؤدي لبناء نسيج متكامل ،يرفض استصغار الآخر ويعلي من شأن المبدع المفكر الذي يعمل لصالح العام وليس لصالح فردية لاتخدم المجتمع في شيء..
نعم هي تكتلات واهية كبيت العنكبوت لأنها ستنتهي بانتهاء المصلحة التي وّجِدت من أجلها وتتلاشى تلك الشراكة غير المؤسسة على بلاط صحيح إمَّا بطلت تلك الأسباب التي أوهموا بها النفس المريضة إنها صحيحة ولابد منها..
كلما قلَّتْ الاعجابات والتعليقات في صفحتك أو منشوراتك فتأكذ أنك في الطريق الصحيح ، وافكارك تأخذ طريقها للعقول الحية..على وزن كلما كثر حسادك فأنت ناجح..وحدهم المميزون من يقل مريدوهم وحواريوهم..ووحدهم المريدون والحواريون من ينشرون أفكارهم ويرون عنهم آراءهم..فالفيلسوف مالك بن نبي كان نكرة وسط أهل الكهف حتى تلقف المشارقة والاسياويون أفكاره من مريديه وبعض حوارييه القلائل لينتشر فكره ،وتتبناه أنظمة وشعوبا ،وما احتاج يوما لتكتل سياسي أو أكاديمي أو حزبي أو عشائري..
ما يحتاجه الفرد الدعم المعنوي وأحيانا الدعم المادي وليس هذه التكتلات بأشكالها وبأقنعتها الكثيرة ..والبقاء للأثر والأفكار البناءة واليباب والاندثار لغيرها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق