المشاركات الشائعة

الأربعاء، 22 مايو 2024

الامتحانات في زمن والدي

الامتحانات في زمن والدي
كلما حلت فترة الاختبارات و ظهور النتائج تذكرت والدي رحمه الله بل تذكرت تلك الفرحة- التي نادرا ما تظهر على تقاسيم وجهه الجاد -عندما يأتي عمي قويدر الفاكتور حفظه الله بكشف النقاط ..
كانت تلك اللحظات الأسعد عند والدي فأكثر ما يفرحه هو نجاح الابن وهذا شعور كل والد خاصة في فترة السبعينات وبداية الثمانينات فالقليل الناجحون ..يصبح والدي أكثر كرما فيسمح لي بأن أتجول في دكانته العامرة بما لذ وطاب وأن آخذ ما يحلو.. يوم سعدي ههههه..
سألته يوما وقد كنت فضوليا ولأن والدي رحمه الله قليل الكلام وقليل الابتسام
-لماذا كل هذا الفرح؟
صمت قليلا وأخبرني أن جدك كان محبا للعلم وقد أصر أن أدرس في مدرسة راؤول بوني -والمحظوظ من يدرس يومذاك-أول مدرسة تبنى في وقت الاستعمار وقد جمعت تلامذة من كل الأديان يهود ومسلمين وكان من بيننا العرب والميزاب والقبائل ..أما التفوق فمن نصيب أبناء اليهود ..وأكثر شيء كان يؤلم أولياء هؤلاء اليهود الصبية أن يتجاوزهم المسلم سواء أي كان انتماؤه العرقي..لذلك كان جدك يحثني وزملائي الصبية الجزائريين أن نتفوق في الدراسة وأن نجعل أبناءنا يتفوقون..
ما أحن الوالد ؛ كم يفرح وجهرا بنجاح أببائه وكم يحزن سرا لرسوبهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الفاكتور هو ساعي البريد قد كان له شأن بما يحمل من بريد..