لمجتمعنا تمرسه وبلاغته في حياكة الحكمة والأمثلة الشعبية ؛ فهي لاتأتي إلا بعد تجربة ، ولا تصدر إلا في بلاغة ومحسنات بديعية أهمها السجع..
وتأتي في شكلها المسجوع كأنها أرجوزة حيكت ونسجت ونحتت بإزميل عارف ومتمكن لا يترك مجالا لا للترهلات والزيادات فيكون التشذيب أنيقا، والكلمة مضغوطة ، والجملة على قصرها تقول الكثير بأقل الكلمات كما أنها تأتي بانسيابية إيقاعية تمس بجرسها القلب وتحفر السمع كي يسجل والعقل كي يتمعن..مثالنا اليوم:
الدار لي ما فيهاش راجل خزّارْ وعزوج حزّارْ وكلب دزّار ماهيش دار..
يعني أن البيت يجب أن يسوده رجل له حسه ووقعه وتأثيره وخزار هنا جاءت من الخزرة وهي حين يعكس الرجل عينه وينظر بزاوية دلالة على التأثير في الأخر وهي بمثابة تحذير وهكذا كان الرجل في سابق العهد يصدر الأمر بخزة من عينه فيصل المقصود ويرعوي المنشود..
أما عزوج حزار فهي كناية على أن الكنة لابد أن تكون لها عجوزا توجهها وتريها مالا تعرفه..
وأما كلب دزار فهو الكلب الذي يخيف من يقترب من الخيمة والبيت ولا يترك للمتسلل أو المقترب شجاعة التقدم فهو يخيفه ولو تطلب الأمر استمعمال المخالب أم العض..
وكما قيل قديما دار بلا كبير دار بلا تدبير..